وأما
القليل : فأن يكون ذلك
دون أفعل التفضيل ؛ لكن المصنف إنما مثل للضمير العائد على اثنين ؛ أما العائد على
الإناث فلم يمثل له وكأنه لم يرد ؛ والذي أنشده المصنف شاهدا قول الشاعر :
أي ومن يكن
الذئب والغراب شريكيه ؛ فأفرد الضمير موؤلا كأنه قال :
ومن يكن هذا
النوع ، أو ومن يكن من ذكرته.
قال
الشيخ : ليس معنى
المثنى الذي في البيت الأول على التثنية ، وكذا الذي في البيت الثاني ؛ بل هو من
المثنى الذي يراد به الجمع ، فمعنى أحسن الثقلين أحسن الخلائق ؛ ومعنى شرّ يوميها
شرّ أيامها ؛ وإذا كان كذلك فلا يجوز : هو أحسن ولديك وأنبله.
إذ قد منع
سيبويه [٢] القياس على قولهم : هو أحسن الفتيان وأجمله ؛ فالقياس
على ما ورد من ذلك مثنى ويراد به الجمع ـ أولى بالمنع ؛ فكيف يقول المصنف : إن ذلك
كثير؟ [٣].
وأما البيت
الثالث فذكر فيه تخريجا بعيدا ، فقال : يحتمل أن يكون الضمير في يكن مفردا عائدا على
من ، ويكون شريكيه من المقلوب ، والتقدير : ومن يكن شريكهما فلا يكون ذلك فيه دليل
على دعوى المصنف [٤].
[١] البيت من بحر
الطويل ذكرت مراجعه أن قائلته غضوب ، وهي امرأة من رهط ربيعة بن مالك تهجو سبيها ـ
قال ابن الشجري في البيت :
جعل الذئب والغراب بمنزلة الواحد ،
فأعاد إليهما ضميرا مفردا ؛ لأنهما كثيرا ما يصطحبان في الوقوع على الجيف ؛ ولو لا
ذلك لقال : ومن يكونا شريكيه (الأمالي : ١ / ٣٠٩).
والبيت في شرح التسهيل (١ / ١٢٩) ،
والتذييل والتكميل (٢ / ١٥٤) ، وهو في معجم الشواهد (ص ٢٣٠).
[٢]انظر : الكتاب (١
/ ٨٠). قال : «قوله : هو أطرف الفتيان وأجمله لا يقاس عليه ؛ ألا ترى أنّك لو قلت
وأنت تريد الجماعة : هذا غلام القوم وصاحبه لم يحسن؟».
[٣]التذييل والتكميل
: (٢ / ١٥٤) وفيه تصرف في بعض النقل.
[٤] انظر المرجع
السابق. وفي الحديث السابق : خير النساء ... قال أبو حيان : «أين كثرة هذا وهو لم
يذكر منه إلّا هذا الأثر؟ مع أنّه يحتمل ألّا يكون لفظ الرّسول عليهالسلام
إذ جوّز النّقل بالمعنى ، ويحتمل أن يكون من تحريف الأعاجم الرّواة».
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 471