responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 471

______________________________________________________

وأما القليل : فأن يكون ذلك دون أفعل التفضيل ؛ لكن المصنف إنما مثل للضمير العائد على اثنين ؛ أما العائد على الإناث فلم يمثل له وكأنه لم يرد ؛ والذي أنشده المصنف شاهدا قول الشاعر :

١٩٧ ـ أخو الذّئب يعوي والغراب ومن يكن

شريكيه تطمع نفسه كلّ مطمع [١]

أي ومن يكن الذئب والغراب شريكيه ؛ فأفرد الضمير موؤلا كأنه قال :

ومن يكن هذا النوع ، أو ومن يكن من ذكرته.

قال الشيخ : ليس معنى المثنى الذي في البيت الأول على التثنية ، وكذا الذي في البيت الثاني ؛ بل هو من المثنى الذي يراد به الجمع ، فمعنى أحسن الثقلين أحسن الخلائق ؛ ومعنى شرّ يوميها شرّ أيامها ؛ وإذا كان كذلك فلا يجوز : هو أحسن ولديك وأنبله.

إذ قد منع سيبويه [٢] القياس على قولهم : هو أحسن الفتيان وأجمله ؛ فالقياس على ما ورد من ذلك مثنى ويراد به الجمع ـ أولى بالمنع ؛ فكيف يقول المصنف : إن ذلك كثير؟ [٣].

وأما البيت الثالث فذكر فيه تخريجا بعيدا ، فقال : يحتمل أن يكون الضمير في يكن مفردا عائدا على من ، ويكون شريكيه من المقلوب ، والتقدير : ومن يكن شريكهما فلا يكون ذلك فيه دليل على دعوى المصنف [٤].


[١] البيت من بحر الطويل ذكرت مراجعه أن قائلته غضوب ، وهي امرأة من رهط ربيعة بن مالك تهجو سبيها ـ قال ابن الشجري في البيت :

جعل الذئب والغراب بمنزلة الواحد ، فأعاد إليهما ضميرا مفردا ؛ لأنهما كثيرا ما يصطحبان في الوقوع على الجيف ؛ ولو لا ذلك لقال : ومن يكونا شريكيه (الأمالي : ١ / ٣٠٩).

والبيت في شرح التسهيل (١ / ١٢٩) ، والتذييل والتكميل (٢ / ١٥٤) ، وهو في معجم الشواهد (ص ٢٣٠).

[٢]انظر : الكتاب (١ / ٨٠). قال : «قوله : هو أطرف الفتيان وأجمله لا يقاس عليه ؛ ألا ترى أنّك لو قلت وأنت تريد الجماعة : هذا غلام القوم وصاحبه لم يحسن؟».

[٣]التذييل والتكميل : (٢ / ١٥٤) وفيه تصرف في بعض النقل.

[٤] انظر المرجع السابق. وفي الحديث السابق : خير النساء ... قال أبو حيان : «أين كثرة هذا وهو لم يذكر منه إلّا هذا الأثر؟ مع أنّه يحتمل ألّا يكون لفظ الرّسول عليه‌السلام إذ جوّز النّقل بالمعنى ، ويحتمل أن يكون من تحريف الأعاجم الرّواة».

اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 471
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست