responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 459

______________________________________________________

والأصل عدم الزيادة ؛ لأنها لو كانت حروفا [١ / ١٣٨] تدلّ على أحوال الفاعل المستكنّ كالتاء من هي فعلت لجاز حذفها في نحو : الزيدان قاما والزيدون قاموا ، كما جاز حذف التاء في نحو :

١٨٧ ـ [فإمّا تريني ولي لمّة]

فإنّ الحوادث أودى بها [١]

وقول الآخر :

١٨٨ ـ [فلا مزنه ودقت ودقها]

ولا أرض أبقل إبقالها [٢]

بل كانت الألف وأخواتها أحق بجواز الحذف ؛ لأن معناه أظهر من معنى التأنيث ؛ وذلك أن علامة التأنيث اللاحقة الأسماء لا يوثق بدلالتها على التأنيث ؛ إذ قد تلحق المذكرات كثيرا كراوية وعلّامة وهمزة ولمزة ؛ فدعت الحاجة إلى التاء التي تلحق الفعل ، وليس الأمر كذلك في علامتي التثنية والجمع ؛ إذ لا يمكن أن يعتقد فيما اتصلتا به خلوّه من مدلولهما فذكر الفعل على أثر واحدة منهما مغن عن علامة تلحق الفعل ، ولما لم يستغنوا بما يلحق الاسم عما يلحق الفعل ـ علم أن لهم داعيا إلى التزامه غير كونه حرفا ، وليس ذلك إلا كونه اسما مسندا إليه الفعل ، ولذلك لم يجز حذفه بوجه ؛ إذ لو حذف لكان الفعل حديثا من غير محدث عنه وذلك محال. انتهى.

وقد ضعف مذهب المازني بشيء آخر : وهو أنه لو كانت هذه علامات للزم أن ـ


[١] البيت من قصيدة للأعشى من بحر المتقارب بدأها بالغزل ثم مدح سادة نجران من بني الحرث بن كعب ، وبيت الشاهد ثالث أبياتها وقبله (ديوان الأعشى ص ٢٣).

لجارتنا إذ رأت لمّتي

تقول لك الويل أنّى بها

اللغة : اللمة : بالكسر الشعر المجاوز شحمة الأذن. أودى بها : ذهبت بها.

والأعشى يعاتب حبيبته ؛ لأنها ذمته بكبر سنه ، فذكر أن الحوادث هي التي شيبته.

وشاهده : قوله : فإن الحوادث أودى بها ، كان القياس : أودت لأن الفاعل ضمير متصل عائد على مؤنث ؛ لكنه حذف التاء.

والبيت في معجم الشواهد (ص ٦٨) ، وفي شرح التسهيل (١ / ١٢٣) ، وفي التذييل والتكميل (١ / ١٤١).

[٢] البيت من بحر المتقارب قائله عامر بن جوين الطائي من كلمة يصف بها أرضا خصبة.

اللغة : المزنة : القطعة من السحاب. ودقت ودقها : أمطرت مطرها. أبقلت : الأرض نبتت بقلها ، وأبقل المكان فهو باقل والقياس مبقل. والشاعر يصف سحابة مليئة بالمطر ، ويصف أرضا بأنها عظيمة الخضرة.

وشاهده : كالذي قبله أيضا ؛ حيث حذف الشاعر التاء ضرورة وكان القياس : ولا أرض أبقلت إبقالها.

والبيت في معجم الشواهد (ص ٢٧٦) ، وهو في شرح التسهيل (١ / ١٢٣) ، وفي التذييل والتكميل (١ / ١٤١).

اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 459
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست