والأصل عدم الزيادة ؛ لأنها لو كانت حروفا [١ / ١٣٨] تدلّ على أحوال الفاعل
المستكنّ كالتاء من هي فعلت لجاز حذفها في نحو : الزيدان قاما والزيدون قاموا ،
كما جاز حذف التاء في نحو :
بل كانت الألف
وأخواتها أحق بجواز الحذف ؛ لأن معناه أظهر من معنى التأنيث ؛ وذلك أن علامة
التأنيث اللاحقة الأسماء لا يوثق بدلالتها على التأنيث ؛ إذ قد تلحق المذكرات
كثيرا كراوية وعلّامة وهمزة ولمزة ؛ فدعت الحاجة إلى التاء التي تلحق الفعل ، وليس
الأمر كذلك في علامتي التثنية والجمع ؛ إذ لا يمكن أن يعتقد فيما اتصلتا به خلوّه
من مدلولهما فذكر الفعل على أثر واحدة منهما مغن عن علامة تلحق الفعل ، ولما لم
يستغنوا بما يلحق الاسم عما يلحق الفعل ـ علم أن لهم داعيا إلى التزامه غير كونه
حرفا ، وليس ذلك إلا كونه اسما مسندا إليه الفعل ، ولذلك لم يجز حذفه بوجه ؛ إذ لو
حذف لكان الفعل حديثا من غير محدث عنه وذلك محال. انتهى.
وقد ضعف مذهب
المازني بشيء آخر : وهو أنه لو كانت هذه علامات للزم أن ـ
[١] البيت من قصيدة
للأعشى من بحر المتقارب بدأها بالغزل ثم مدح سادة نجران من بني الحرث بن كعب ،
وبيت الشاهد ثالث أبياتها وقبله (ديوان الأعشى ص ٢٣).
لجارتنا إذ رأت لمّتي
تقول لك الويل أنّى بها
اللغة : اللمة :
بالكسر الشعر المجاوز شحمة الأذن. أودى بها : ذهبت بها.
والأعشى يعاتب حبيبته ؛ لأنها ذمته بكبر
سنه ، فذكر أن الحوادث هي التي شيبته.
وشاهده : قوله :
فإن الحوادث أودى بها ، كان القياس : أودت لأن الفاعل ضمير متصل عائد على مؤنث ؛
لكنه حذف التاء.
والبيت في معجم الشواهد (ص ٦٨) ، وفي
شرح التسهيل (١ / ١٢٣) ، وفي التذييل والتكميل (١ / ١٤١).
[٢]البيت
من بحر المتقارب قائله عامر بن جوين الطائي من كلمة يصف بها أرضا خصبة.
اللغة : المزنة :
القطعة من السحاب. ودقت ودقها :
أمطرت مطرها. أبقلت :
الأرض نبتت بقلها ، وأبقل المكان فهو باقل والقياس مبقل. والشاعر يصف سحابة مليئة
بالمطر ، ويصف أرضا بأنها عظيمة الخضرة.
وشاهده :
كالذي قبله أيضا ؛ حيث حذف الشاعر التاء ضرورة وكان القياس : ولا أرض أبقلت
إبقالها.
والبيت في معجم الشواهد (ص ٢٧٦) ، وهو في
شرح التسهيل (١ / ١٢٣) ، وفي التذييل والتكميل (١ / ١٤١).
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 459