ثنّى ضمير الفاعل وناب ذلك عن تكرير الفعل ، وقال أبو عثمان نحوا مما قال
ابن جني. وذهب البغداديون إلى نحو مما ذهب إليه المصنف ، ثم قال :
وما
استشهد به محتمل للتأويل : أما ما روي عن الحجاج فإنه يحتمل أنه وقف على النون
الخفيفة ، فأبدلها ألفا ثم أجرى الوصل مجرى الوقف ؛ وقد حمل قول امرئ القيس على
هذا على تقدير ألا يكون خطابا لاثنين [١] [١ / ١٢١].
فأما قوله :
فإن تزجراني يابن عفّان ... فيجوز أن ينادى واحد ويخاطب اثنان ، كما يجوز : إن
تضربوني يا زيد أغضب» انتهى [٢].
ولا يخفى أن ما
ذكره المصنف في الشواهد المذكورة أقوى مما ذكره الشيخ وأولى.
قال ناظر الجيش
: مثال وقوع الجمع موقع واحده على تقدير تسمية كل جزء باسم الجمع ـ قول الشاعر :
[٣] البيت من بحر
الكامل من قصيدة طويلة لجرير يهجو فيها الأخطل (ديوان جرير ص ٢٢٢).
وقبل بيت الشاهد قوله يخاطب حبيبته :
هلّا عجبت من الزمان وريبه
والدّهر يحدث في الأمور أمورا
اللغة : العواذل :
جمع عاذلة وهي اللائمة في الحب. المفارق : جمع مفرق بكسر الراء وفتحها ، وهو وسط
الرأس الذي يفرق فيه الشعر. قتيرا : القتير الشّيب أو أوله.
المعنى :
يقول جرير : إن اللوائم يلمنه على حبه وعشقه بعد أن كبر وعلاه الشيب.
وشاهده : قوله :
شاب المفارق حيث عبر بالجمع وأراد المفرد ؛ لأن المرء له مفرق واحد.
والبيت في معجم الشواهد (ص ١٤٥) وفي شرح
التسهيل (١ / ١٢٢) وفي التذييل والتكميل (٢ / ٩١).
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 420