وكون الهمزة للتأنيث في غير هذه الأمثلة منتف بإجماع. [١] وإبدال همزة من حرف متطرف بعد ألف زائدة ثابت بإجماع [٢]. والحكم على الهمزة المشار إليها بأنها مبدلة من الألف
مانع من مفارقة الإجماع المذكور فتعين الأخذ به».
الوجه
الثاني : «أن القول بذلك مكمل لما قصد من توافق هاء التأنيث وألفه
، وتركه مفوت لذلك فوجب اجتنابه. وذلك أنهم ألحقوا هاء التأنيث بألفه في التزام
فتح ما قبلها وجواز إمالته وألحقوا ألفه بهائه في مباشرة المفتوح تارة وانفصالها
بألف زائدة [١ / ١٠٧] تارة فسكرى نظير ثمرة ، وصحراء نظير أرطاة ، وتوصل بذلك أيضا
إلى إبدال الألف همزة لتوافق الهاء بظهور حركة الإعراب.
وهذه حكمة لم
يبدها إلا القول بأن الهمزة المشار إليها بدل الألف فوجب اعتقاد صحته».
الثالث
: «أن الهمزة لو كانت غير بدل لساوت الأصلية في استحقاق
السلامة في التثنية والجمع والنسب» [٣].
إذا تقرر هذا
فالهمزة المشار إليها لما كانت بدل ألف كره بقاؤها في التثنية ؛ لأن وقوعها بين
ألفين كتوالي ثلاث ألفات. فتوقى ذلك ببدل مناسب ، وهو إما واو وإما ياء فكانت
الواو أولى ؛ لأنها أبعد شبها من الألف ، وإنما تركت الهمزة لقربها من الألف
والياء مثلها في مقاربة الألف فتركت وتعينت الواو.
وأشار بقوله : وربّما صحّحت إلى آخره ـ إلى أن بعض العرب يبقي الهمزة ، وبعضهم يؤثر
الياء لخفتها وكلاهما نادر [٤]. ـ
[٢] أمثلة الألف حرف
تأنيث : ليلى وحبلى وذكرى. وأمثلة إبدال الهمزة من الحرف المتطرف بعد الألف : سماء
ودعاء ونداء.
[٣] فكان يقال بدلا
من صحراوين وصحراوات وصحراوي : صحراءان وصحراءات وصحرائي كما يقال : قثاءان
وقثاءات وقثائي بل كانت همزة صحراء أحق بالسلامة ؛ لأن فيها ما في همزة قثاء من
عدم البدلية كما زعموا وتزيد عليها أنها دالة على معنى. وسلامة ما يدل على معنى
أحق من سلامة ما لا يدل على معنى.
[٤]وعليه فنقول في
الأول : صحراءان وفي الثاني : صحرايان ، وقال فيه الأشموني (٤ / ١١٢) : «وشذ
حمرايان بقلب الهمزة ياء وحمراءان بالتصحيح. كما شذ قاصعان وعاشوران بحذف الهمزة
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 380