الثاني
من وجوه الرد : أن ذلك يستلزم مخالفة النظائر ؛ إذ ليس في المعربات غير المثنى والمجموع
على
حده ما ترك
العلامة له علامة وما أفضى إلى مخالفة النظائر دون ضرورة فمتروك [١].
الثالث
: أن الرفع أقوى
وجوه الإعراب ؛ فالاعتناء به أولى وتخصيصه بجعل علامته عدمية مناف لذلك فوجب
اطّراحه [٢].
الرابع
: أن تقدير
الإعراب إذا أمكن راجح على عدمه بإجماع ، وقد أمكن فيما نحن بسبيله فلا عدول عنه ،
وذلك أننا نقدر مغايرة الألف والواو في نحو : عندي اثنان وعشرون للألف والواو
فيهما قبل التركيب ، كما نقدر مغايرة الألف والواو والياء في نحو : نعم الزيدان
أنتما يا زيدان ونعم الزّيدون أنتم يا زيدون ، ومررت برجلين لا رجلين مثلهما. وكما
نقدر ضمة حيث مرفوعا بعد تسمية امرأة به غير ضمته قبل التسمية به ، وضمة يضربون
غير ضمة يضرب. وفتحة يا هندبنة عاصم غير فتحة ناد هندبنة عاصم وكسرة قمت أمس غير
كسرة قمت بالأمس ، وكما نقدر ضمة فلك في الجمع غير ضمته في الإفراد وياء بخاتي
مسمى به غير يائه منسوبا إليه ولذلك صرف في النسب وأمثال ذلك كثيرة [٣].
أما
كون الإعراب مقدرا في الثلاثة (٤) فمردود أيضا ؛ إذ لازمه ظهور الفتحة في نحو : رأيت بنيك لأن ياءه كياء
جواريك مع ما في جواريك من زيادة الثقل [٥] ، ـ
[١] ناقشه أبو حيان
فيه ، فقال : مذهب الجرمي في الأسماء الستة أنها معربة بالتغير والانقلاب حالة
النصب والجر وبعدم ذلك حالة الرفع (المرجع السابق).
[٢] ناقشه أبو حيان
فيه فقال : لا يعني بالعدم العدم الصرف ؛ بل معناه بقاء الألف في المثنى وبقاء
الواو في المجموع غير مغيرين ؛ فالإعراب هو بقاء اللفظ على حاله (المرجع السابق).
[٣] الألف والواو في
اثنان وعشرون بعد التركيب علامتا إعراب ، وأما قبل التركيب فانظر الآراء في أسماء
العدد ، باب إعراب الصحيح الآخر.
والألف والواو والياء في نعم الزيدان ...
إلخ علامات إعراب تارة وعلامات للبناء تارة أخرى ، وهو واضح ؛ وحيث علما معرب
وظرفا مبني وفتحة يا هند للبناء وفتحة ناد هند للإعراب وهكذا ... إلخ.
[٤]هذا هو المذهب
الثاني من المذاهب في إعراب المثنى والمجموع على حده وهو أن الإعراب مقدر على أحرف
العلة وهو مذهب سيبويه كما سيبينه. وفي النسخ الثلاثة : وأما كون الإعراب مقدرا في
التثنية فمردود وهو خطأ والصواب ما أثبتناه وهو من شرح التسهيل لابن مالك (١ / ٧٤).
[٥] لعل زيادة الثقل
في الثاني ـ مع أنهما جمعان ـ صيغة منتهى الجموع.
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 347