حالة التثنية فتنقلب ألف كلا إلى الواو كما تنقلب ألف عصا ، وتنقلب ألف
كلتا إلى الياء [١] كما تنقلب ألف ذكرى فكنت تقول : قام الزيدان كلواهما
ورأيتهما كلويهما ومررت بهما كلويهما ، وقامت الهندان كلتياهما ورأيت الهندين
كلتييهما ومررت بهما كلتييهما» انتهى [٢].
والجواب
: أنه إنما كان
يلزم ذلك أن لو ادعى أن كلا وكلتا قد ثنيا ؛ وهو لا يدعي ذلك ، وإنما حكم عليهما
بأنهما مثنيان معنى مع أنهما مفردان لفظا.
ثم إن المصنف
قد قام عنده الدليل بلغة كنانة وبغيرها أن الأعراب بالحروف ؛ فوجب له القول به ؛
وهذا الإلزام المذكور إن تم إنما كان يلزم العرب لا المصنف.
والعجب أن
الشيخ ألزم ذلك في لغة كنانة ولا أدري كيف يلزم أصحاب اللسان.
قال ناظر الجيش
: استعمال التثنية بدلا من العطف تخفيف يشبه الإعلال الملتزم ؛ فكما لا يراجع
التصحيح في مثل أعان واستعان إلا في شذوذ واضطرار [٣] ، كذا لا يراجع العطف بعد التثنية إلا في شذوذ واضطرار
كقول الراجز :
[٢]انظر : التذييل
والتكميل (١ / ٢٦٠). وكلمة انتهى ساقطة من نسخة (ب) ، (ج).
[٣] مثال الشذوذ
قولهم : استحوذ واستنوق الجمل وأعول الرجل (كثرت عياله) وأغيلت المرأة إذا أرضعت
طفلها وهي حامل. ومثال الاضطرار قول عمر بن أبي ربيعة (من الطويل) :
صددت فأطولت الصّدود وقلّما
وصال على طول الصّدود يدوم
[٤]البيتان من
الرجز المشطور في وصف امرأة بطيب رائحة الفم نسبا لمنظور بن مرثد شاعر إسلامي (انظر
ترجمته وأخباره في معجم الشعراء ص ٢٨١) وقد وجدتهما أيضا منسوبين لرؤبة في ملحقات
ديوانه (ص ١٩١).
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 330