responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 320

______________________________________________________

المتقدم الذكر [١]. فمن المحمول على المثنى : ما قصد به التكثير : وإليه الإشارة بقوله :

مخالفا لمعناه أي لمعنى المثنى لدلالته على أكثر من اثنين وإن صلح للتجريد وعطف مثله عليه وذلك ككرتين من قوله تعالى : (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ)[٢] المعنى كرات لأن بعده : (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ)[٣] [١ / ٨٥] أي مزدجرا وهو كليل ولا يكون ازدجار وكلال بكرتين فحسب بل بكرات.

ولقائل أن يقول : إن كرتين إنما دل على اثنين والكثرة إنما فهمت من السياق. وفائدة العدول عن لفظ الجمع وهو كرات إلى لفظ التثنية : الدلالة على أن المقصود إتباع كل رجعة من رجع البصر بأخرى ؛ فالمراد نظرة تتبعها نظرة ، ثم نظرة تتبعها نظرة. وكذا كل ما ذكر أنه يراد به التكثير يمكن تخريجه على هذا. وإذا كان كذلك فهو مثنى حقيقة لا محمول عليه.

قال المصنف : «ومنه أي من المثنى الّذي يراد به التكثير : قولهم : سبحان الله وحنانيه وقولهم :

٩٩ ـ ومهمهين قذفين مرتين

ظهراهما مثل ظهور التّرسين

جبتهما بالسّمت لا بالسّمتين [٤]

قال الفراء : «أراد ومهمه بعد مهمه» [٥]. ـ


[١] وقد حدّه بقوله : هو ما دل على اثنين بزيادة صالحا للتجريد منها ، وعطف مثله عليه.

[٢] سورة الملك : ٤.

[٣] السورة السابقة والآية.

[٤] أبيات من مشطور السريع نسبت لخطام المجاشعي ولغيره.

اللغة : مهمه : بزنة جعفر ، الصحراء المقفرة. وقذفين (متحركات) : البعيد من الأرض. مرتين : مثنى مرت وهي أرض لا ماء فيها ولا نبات. ظهراهما : ما ارتفع منهما.

الترسين : مثنى ترس بضم فسكون من أدوات الحرب يتقى به الضرب ، ووجه الشبه الصلابة في كل.

جبتهما بالسمت : سرت فيهما بالظن. والشاعر يصف نفسه بالحذق والمهارة والعرب تفتخر بمعرفة الطرق وتعير الجاهل بها. والواو في أوله واو رب وجوابها قوله : جبتهما. وما بعد المجرور بالواو نعوت له.

ويستشهد بالأبيات على أن المراد بالمثنى فيها الجمع والتكثير. وهي في شرح التسهيل (١ / ٦٤) ، وفي التذييل والتكميل (١ / ٢٥٠) وفي معجم الشواهد (ص ٥٤٣).

[٥]لم يقل الفراء ذلك ولكنه جعل البيت شاهدا لإرادة المفرد من المثنى ، قال بعد أن أنشد البيتين : يريد مهمها وسمتا واحدا. انظر معاني القرآن له : (٢ / ١١٨).

اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست