المتقدم الذكر [١]. فمن
المحمول على المثنى : ما قصد به التكثير : وإليه الإشارة بقوله :
مخالفا
لمعناه أي لمعنى
المثنى لدلالته على أكثر من اثنين وإن صلح للتجريد وعطف مثله عليه وذلك ككرتين من
قوله تعالى : (ثُمَّ ارْجِعِ
الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ)[٢] المعنى كرات لأن بعده : (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ
الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ)[٣] [١ / ٨٥] أي مزدجرا وهو كليل ولا يكون ازدجار وكلال بكرتين فحسب بل بكرات.
ولقائل أن يقول
: إن كرتين إنما دل على اثنين والكثرة إنما فهمت من السياق. وفائدة العدول عن لفظ
الجمع وهو كرات إلى لفظ التثنية : الدلالة على أن المقصود إتباع كل رجعة من رجع
البصر بأخرى ؛ فالمراد نظرة تتبعها نظرة ، ثم نظرة تتبعها نظرة. وكذا كل ما ذكر
أنه يراد به التكثير يمكن تخريجه على هذا. وإذا كان كذلك فهو مثنى حقيقة لا محمول
عليه.
قال
المصنف : «ومنه أي من المثنى الّذي يراد به التكثير : قولهم :
سبحان الله وحنانيه وقولهم :
[٤] أبيات من مشطور
السريع نسبت لخطام المجاشعي ولغيره.
اللغة : مهمه :
بزنة جعفر ، الصحراء المقفرة. وقذفين
(متحركات) : البعيد من الأرض. مرتين : مثنى مرت وهي أرض لا ماء فيها ولا نبات. ظهراهما
: ما ارتفع منهما.
الترسين :
مثنى ترس بضم فسكون من أدوات الحرب يتقى به الضرب ، ووجه الشبه الصلابة في كل.
جبتهما بالسمت :
سرت فيهما بالظن. والشاعر يصف نفسه بالحذق والمهارة والعرب تفتخر بمعرفة الطرق
وتعير الجاهل بها. والواو في أوله واو رب وجوابها قوله : جبتهما. وما بعد المجرور
بالواو نعوت له.
ويستشهد بالأبيات
على أن المراد بالمثنى فيها الجمع والتكثير. وهي في شرح التسهيل (١ / ٦٤) ، وفي
التذييل والتكميل (١ / ٢٥٠) وفي معجم الشواهد (ص ٥٤٣).
[٥]لم يقل الفراء
ذلك ولكنه جعل البيت شاهدا لإرادة المفرد من المثنى ، قال بعد أن أنشد البيتين :
يريد مهمها وسمتا واحدا. انظر معاني القرآن له : (٢ / ١١٨).
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 320