اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 30
فلما عاقت عنه العوائق ، وتقاصر العزم لما نبا الطلبة عن تلك الطرائق ،
وشغلتني الخدم [١] ، وتحققت ما رأيته من قصور الهمم ـ أحجمت عن إتمامه من
غير فترة ، وتركت العمل فيه ؛ وإن كانت الرغبة في ذلك مستمرة».
صفاته وأخلاقه :
لقد تحلى ناظر
الجيش بصفات غاية في الحسن والروعة ..
فها
هو ذا ابن حجر يقول عنه : «وترقى إلى أن ولي نظر الجيش بالديار المصرية ، ففاق من قبله من الأكابر ؛
فضلا عن أقرانه في المروءة والعصبية لجميع الناس ممن يقصده ؛ خصوصا طلبة العلم ،
فكان لهم في أيامه من المكارم والأفضال ما لا يعبر عنه ولا يحصى كثرة ؛ حتى إني لم
أدرك أحدا من المشايخ إلا ويحكي عنه في هذا الباب ما لا يحكيه الآخر ، ولم يزل في
عزه وجاهه ومهابته إلى أن مات» [٢].
وقال
عنه ابن تغري بردي : «وكان القاضي
محب الدين رجلا صالحا فاضلا ، وله سماع عال» [٣].
وقال
عنه ابن العماد في شذرات الذهب : «وكان كثير الظرف والنوادر ، وبلغت مرتباته في الشهر ثلاثة آلاف ، وكان من
محاسن الدنيا مع الدين والصيانة» [٤].
المناصب التي تولاها :
لقد ذكرت
المصادر أن ناظر الجيش ترقى إلى أن ولي نظر الجيش بالديار المصرية [٥] ، وهذا يدل على أنه تولى وظائف كثيرة كان آخرها نظر
الجيش ، ويشهد لذلك ما ذكره ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة حيث قال :
«وكان في
ابتداء أمره تولى ديوان «چنكلي» بن البابا ، ثم خدم عند الأمير
[١]يبدو أنها جمع :
خدمة كنعمة ونعم ونقمة ونقم ، ولكنه غير مستعمل ، ومما يؤكد هذا المعنى أن ابن
تغري بردي حين ذكره قال عنه : «وكان في ابتداء أمره تولّى ديوان جنكلي بن البابا ،
ثم خدم عند الأمير منكلي الفخري». انظر النجوم الزاهرة (١١ / ١٤٣).