ومراد ابن عصفور بذلك أن البدل حصل قبل دخول الجازم ، وهي لغة ضعيفة حكاها
الأخفش [١].
أما إذا كان
البدل بعد دخول الجازم فلا حذف أصلا لأن الجازم قد عمل عمله في حذف الضمة من
الهمزة قبل الإبدال.
وقد رد على ابن
عصفور ما ذكره من جواز الحذف ، وقالوا : لا يجوز إلّا الإقرار.
وقال
ابن الضائع : «حكم الهمزة
المسهّلة حكم الهمزة المخفّفة ، فلا يجوز إلّا : لم يقرا زيد بألف ساكنة على لغة
من سهّل. وأمّا قوله : وإلّا يبد بالظّلم يظلم فضرورة. ووجهها مراعاة اللّفظ بعد
التّسهيل ، كما أنّ منهم من يدغم [١ / ٧٧] رويا بعد التّسهيل». انتهى [٢].
وقال
الشيخ بهاء الدين بن النحاس رحمهالله تعالى[٣] : «الوجهان اللّذان ذكرهما ابن عصفور مبنيّان على إبدال
حرف العلّة : هل هو بدل قياسيّ أو غير قياسي؟
فإن قلنا : إنه
بدل قياسي ثبت حرف العلّة مع الجازم ؛ لأنّه همزة كما كان قبل البدل ، وإن قلنا :
إنه بدل غير قياسي صار حرف العلة متمحضا ، وليس بهمزة فيحذف كما يحذف حرف العلّة
المحض في يغزو ويخشى» انتهى [٤] وهو كلام جيد.
وقد رد استشهاد
ابن عصفور بأنه يقال في بدأ يبدأ : بدي يبدى كبقي يبقى [٥] فعلى هذا يكون قوله : «وإلّا يبد» من هذه اللغة فلا
تكون ألفه إذ ذاك بدلا من همزة.