اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 244
[أنواع الإعراب]
قال ابن مالك :
(وأنواع الإعراب : رفع ونصب وجرّ وجزم وخصّ الجرّ بالاسم ؛ لأنّ عامله لا يستقلّ
فيحمل غيره عليه ، بخلاف الرّفع والنّصب وخصّ الجزم بالفعل لكونه فيه كالعوض من
الجرّ).
والجواب
: أنه لا يلزم
من اعتبار لزوم الإضافة في أي ، اعتباره في لدن ؛ لجواز أن يمنع منه مانع [١] ، وبتقدير التسليم فليس شبه لدن بعند كشبه أي بكل وبعض.
ولو سلم فليس لدن بمعنى عند. وقد قال المصنف في باب الظروف [٢] :
«وليست لدى
بمعناها بل بمعنى عند على الأصحّ» ، فدل على أن معنى لدن ومعنى عند غيران [٣].
قال ناظر الجيش
: إنما قال : وأنواع الإعراب لما علم من أن الإعراب عنده لفظي.
ومن الإعراب
عنده معنوي [٤] ، يقول : ألقاب الإعراب وعلامات الإعراب.
«ولما كان
المضارع شريك الاسم في الإعراب ، وكان الكلام في الإعراب عموما لم يستغن عن ذكر
الأنواع الأربعة.
وقدم الرفع لأن
الكلام قد يستغني به عن غيره ، وقدم الجر لأنه خاص بما هو أصل وأخر الجزم لأنه خاص
بما هو فرع [٥]. ـ
[١]وهو مجيء غدوة
بعدها منصوبة (كتاب سيبويه : ١ / ٥٩) ، واستشهدوا له بقول الشاعر (من الطويل) :
فما زال مهري مزجز الكلب منهمو
لدن غدوة حتّى دنت لغروب
[٢] انظر تسهيل الفوائد (ص ٩٧). والضمير في بمعناها يعود على لدن
بالنون.
ومعنى كلامه : أن لدى ليست بمعنى لدن
وإنما لدى بمعنى عند ؛ فينتج أن لدن ليست بمعنى عند وهو المقصود.
وانظر ستة أمور تختص بها لدن دون عند في
حاشية الصبان (٢ / ٢٦٤).
[٣] قوله : غيران :
هكذا ورد في المخطوطة الأصل ومعناه متغايران. أما ضبطه فهو غريب : هل هو مثنى غير
كبعل لم يرد ، وإنما الذي ورد أن يجمع غير التي بمعنى سوى على أغيار.
ولعل ضبطه بكسر أوله وفتح ثانيه ، ففي
اللسان قولهم : لا أراني الله بك غيرا. والغير من تغير الحال وهو اسم بمنزلة القطع
والعتب وما أشبههما.
وفيه أيضا الغير من قولك : غيرت الشيء
فتغير (اللسان : مادة غير).