أحدها
: قوله في
المضارع : إنه يتخلص للاستقبال باقتضائه طلبا [١].
الثاني
: ما ذكره هنا
من انصراف الماضي إلى الحال بالإنشاء [٢].
وذكر
أنه ينصرف إلى الاستقبال بأمور منها :
الطلب[٣] : نحو : غفر الله لي ونصر الله المسلمين وخذل الكافرين
وعزمت عليك إلّا فعلت ولمّا فعلت ، ومن كلامهم : «اتّقى الله امرؤ فعل خيرا يثب
عليه» هذه مثل المصنف. قال : فغفر وما يليها دعاء ، وإلا فعلت ولما فعلت معناه إلا
أن تفعل ، ومعنى اتقى : ليتق. ولذلك جزم يثب ، انتهى [٤] [١ / ٤٧] وهذا هو الموضع الثالث من مواضع المؤاخذة [٥].
ثم في كون
الماضي في : إلا فعلت ولما فعلت يقتضي طلبا نظر ، ولا يلزم من كون معناه إلا أن
تفعل الدلالة على الطلب الصناعي ، اللهم إلا أن يريد أن الفعل المذكور بعد إلا
ولما في هذا التركيب مطلوب للمخاطب ، فيكون ذلك طلبا معنويّا لم يستفد من الفعل
فقط ، إنما استفيد من الكلام بمجموعه.
ومنها
: الوعد : نحو : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ)[٦] وكذا : (وَأَشْرَقَتِ
الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها)[٧] ، ويمكن أن يقال في (إِنَّا أَعْطَيْناكَ
الْكَوْثَرَ :) إنه ليس وعدا وإن الإعطاء قد حصل فليس نظير (وَأَشْرَقَتِ
الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها.)
ومنها
: عطفه على ما علم استقباله ؛ كقوله تعالى : (يَقْدُمُ قَوْمَهُ
يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ)[٨] ، (وَيَوْمَ يُنْفَخُ
فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ)[٩] أي فيوردهم ويفزع.
ومنها
: نفيه بلا وإن بعد القسم : فمثال إن قوله تعالى : (وَلَئِنْ زالَتا إِنْ
أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ)[١٠] أي ما يمسكهما. ـ
[١] انظر ما مضى من
هذا التحقيق ، وقد مثل له بقوله تعالى : (وَالْوالِداتُ
يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَ)[البقرة
: ٢٣٣].