وأما إذا أتى
بالنون في الفعل نحو : والله ليقومن زيد ، فيمكن أن يقال إنه إنما استفيد
الاستقبال من النون ؛ لأنها من القرائن الاستقبالية.
قال
الأبذي : «وهذا الّذي ذهب إليه ـ يعني الجزولي ـ في اللّام هو
مذهب أكثر النّحويين. ومنهم من ذهب إلى أنّك إذا أقسمت على قيام في الحال ، تقول :
والله ليقوم زيد ، وهو عندي جائز». انتهى. يعني أن اللام لا تخلص للاستقبال [١].
وزاد
الأبذي أيضا في قرائن الاستقبال : عطفه على المستقبل وعطف المستقبل عليه ، نحو : سيأكل
زيد ويشرب ، ويشرب زيد وسيأكل ، وقد تقدم نظير ذلك في القرائن الحالية ، وأنه قد
يستغنى عنه.
وكان ينبغي
للمصنف أن يذكر في القرائن المخلصة للاستقبال : لو الشرطية في أحد استعمالها ، كما
سيأتي بيانه.
قال ناظر الجيش
: شرع في ذكر القرائن الصارفة له إلى المضي ، وإنما قال : وينصرف ولم يقل ويتعين أو يتخلص كما قال قبل ؛ لأن المضارع لا
دلالة له على المضي بالوضع ، فكأنه انصرف عن مدلوله بالوضع وهو الحال [١ / ٤٣] أو
الاستقبال إلى مدلول آخر بقرينة بخلاف ما إذا تعين لأحد مدلوليه الذي هو موضوع
لهما.
فمن
القرائن الصارفة له : لم ولمّا :
ولا خلاف أن
المضارع المقترن بهما ماضي المعنى ، وهل كان ماضي اللفظ فتغير لفظه دون معناه ، أو
لم يزل مضارعا فتغير معناه دون لفظه؟ ـ
مختارات في ديوان
الحماسة. وانظر ترجمته في الأعلام (٣ / ٩٧).
[١] يريد أن يذكر أن
الفعل يجب تأكيده بالنون عند البصريين إذا اقترن بلام القسم. وعليه : فإذا اقترن
بالنون فالواجب تخليصه للاستقبال بها ، فإحدى الأداتين خلصته ؛ فإذا اقترن
بإحداهما فلا داعي للأخرى وهو غير جائز ؛ لأنه لا بد من اجتماعهما ؛ إلا أن الرد
عليه من وجهين : أن الكوفيين لا يوجبون الاجتماع ، وأن مذهب بعض النحويين أن اللام
لا تخلص للاستقبال.
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 204