منها
النداء : ويستدل به على
اسمية ما له علامة غيره ، نحو : أيا زيد ، وعلى اسمية ما لا علامة له غيره ، نحو :
أيا مكرمان.
قال
المصنف[١] : «واعتبار صحّة النّداء بأيا وهيا وأي أولى من
اعتبارها بيا ؛ لأنّ يا قد كثرت مباشرتها الفعل والحرف نحو : يا حبّذا و (يا لَيْتَنِي»)[٢].
قال
الشيخ : «هذا ليس بجيّد ؛ لأنّ هذه الأحرف يقلّ النداء بها ؛
فالأولى اعتبار النداء بحرفه المشهور الذي هو يا ، وإذا باشرها الفعل والحرف فليست
للنداء على الأصحّ وإنّما هي للتّنبيه فهي مشتركة بينهما» [٣] انتهى.
وكون هذه
الأحرف يقل النداء بها لا يكون صحة اعتبار النداء بها مرجوحا ، ولا أولوية ليا
لكثرة استعمالها ؛ إذ لا أثر لذلك في تمييز الاسم من غيره ، بل غير يا أولى لعدم
الاشتراك ، كما قال المصنف.
ثم قوله : إنها
حال مباشرتها الفعل أو الحرف إنما هي للتنبيه على أصح القولين ، يقوي عدول المصنف
عنها ؛ إذ لو كانت حينئذ للنداء لم يكن بينها وبين غيرها فرق.
وإنما اختص
الاسم بالنداء ؛ لأنه مطلوب به الإقبال ، والمقبل إنما يكون اسما ، ولأن المنادى
مفعول والمفعولية لا تليق بغير اسم.
ولما قال
المصنف هنا : «لأنّ المنادى مفعول في المعني» [٤]ناقشه
الشيخ فقال :
«ظاهر هذا
الكلام أنّ المنادى ليس بمفعول صحيح من جهة اللّفظ والمعنى ، وهي مسألة خلاف :
[٢] جزء آية من سورة
النساء : ٧٣. وبقيتها : (يا
لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً.)
[٣]انظر : التذييل
والتكميل (١ / ٥٢) مع تصرف الشارح في النقل.
وقيل في أدوات النداء التي تباشر الفعل
والحرف : إنها للنداء والمنادى محذوف. وطبقوا هذا على قوله تعالى : (قالَ يا لَيْتَ
قَوْمِي يَعْلَمُونَ)[يس
: ٢٦] ، وعلى قول الشاعر :