اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 108
بأفصح لسان ، وأفسح مجال ، وعلى آله وصحبه البررة الكرام ، ذوي التقدم
والإقدام ، في الحرب السجال ، صلاة دائمة بلا انتقال ، موصولة من غير انفصال ما
انحصر الكلم العربي في الحروف والأسماء والأفعال.
وبعد
:
فإن كتاب تسهيل
الفوائد وتكميل المقاصد ، للعلّامة حجة العلماء ، قدوة البلغاء إمام القراء
والنحاة والأدباء ؛ جمال الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله ابن مالك الطائي
الجيّانيّ [١] ، رحمة الله عليه ـ جامع مفيد ومختصر سعيد ، قل أن تسمح
بمثله القرائح أو تطمح إلى النسج على منواله المطامح ، بهر مصنفه به الألباب ،
وأتى فيه بالعجب العجاب ، وأبرز مخبآت المسائل بيض الوجوه كريمة الأحساب ، أبدع
فيه التأليف ، ووشاه بحسن الترصيع والترصيف [٢] ، وجمع فيه متفرقات علم النحو الشريف ؛ فرتب قواعده ،
وأحكم معاقده ، وأوضح مراشده ، وسهل مصادره وموارده ، وأودع المعاني العزيزة
الألفاظ الوجيزة ، وقرب المقاصد البعيدة بالأقوال السديدة ؛ فهو يساجل المطولات
على صغر حجمه ، ويباهل المختصرات ؛ لغزارة علمه [٣] ، ويطلع كالقمر سنا ، ويشرق كالشمس بهجة وضيا ، جزى
الله مؤلفه عن صنيعه جزاء موفورا وجعل عمله متقبلا وسعيه مشكورا.
هذا .. ولقد
أردفه بشرح [٤] كشف منه المغمّى وجلا المعمّى ، وفتح به مقفل أبوابه ،
ويسر لطالبيه [٥] سلوك شعابه ، وضمنه ما يملأ الأسماع والنواظر [٦] ،
[١]هو ابن مالك
المشهور ، والذي قال عنه السيوطي (بغية الوعاة : ١ / ١٣٦) : شهرته واسعة تغني عن
التعريف به ، ومن أراد أن يذكره للناس ويعرفهم به كمن أراد أن يذكر لهم الشمس في
وضح النهار ، ولد سنة (٦٠٠ ه) على الأصح ، وتوفي سنة (٦٧٢ ه).
انظر في ترجمته : بغية الوعاة (١ / ١٣٦)
، الأعلام للزركلي (٧ / ١١١) ، وترجمته مفصلة في قسم الدراسة وسيلقيه شارحنا
بالمصنف.
[٢] المراد : زينه
ونمقه وألفه أحسن تأليف وهو من قولهم : سيف مرصّع بالجواهر أي محلى. وقولهم :
تراصفوا في الصف : أي تراصوا ، والرّصف : حجارة مرصوف بعضها إلى بعض (القاموس :
رصع ، رصف).
[٣] قوله : يساجل
المطولات : أي يباريها ويفاخرها ، وهما يتساجلان : أي يتباريان (القاموس : سجل)
وقوله : يباهل المختصرات ، من قولهم : باهل القوم بعضهم بعضا وتباهلوا وابتهلوا :
تلاعنوا.
[٤] في نسخة دار
الكتب (ب) : ولقد قام بشرح ، وهما سواء.