اسم الکتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك المؤلف : ابن طولون الجزء : 1 صفحة : 432
و «أن» المصدريّة
في قوله :
١١٠ ـ ... أكلّ النّاس أصبحت مانحا
لسانك كيما
أن تغرّ وتخدعا
وهي في هذه
المواضع كلّها بمعنى : اللام.
ويطّرد جرّها
لـ «أن» المصدريّة ، ولذلك أجازوا في نحو «جئتك كي تكرمني» أن تكون «كي» حرف جرّ ،
و «أن» مقدّرة بعدها ، وأن تكون مصدريّة ، واللام مقدرة قبلها.
وأمّا «لعلّ»
فإنّ الجرّ بها وارد في كلام العرب ، خلافا لمن أنكره [٢] ، كقوله :
١١١ ـ لعلّ الله فضّلكم علينا
بشيء أنّ
أمّكم شريم
١١٠ ـ من الطويل ،
لجميل بن معمر العذري من قصيدة له في ديوانه (٢٥) ، وتمامه ، فقالت :
أكلّ النّاس أصبحت مانحا
لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا
وقيل : هو لحسان بن ثابت (وليس في
ديوانه). ويروى : «مائحا» ـ بالهمز ـ بدل «مانحا» ، والمائح الذي يملأ الدلو من
أسفل البئر (اللسان ـ متح) ، ويروى : «ماتحا» بالتاء المثناة ، وهو من متح الماء
من البئر إذا استقى منها. ويروى عجزه :
لسانك هذا كي تغرّ وتخدعا
و «مانحا» من المنح وهو الإعطاء ، يتعدى
لمفعولين ، ومنح اللسان عبارة عن التلطف والتودد. والشاهد في قوله : «كيما أن» حيث
جرت «كي» المصدر المنسبك من «أن» وما بعدها ، و «ما» زائدة ، وإظهار «أن» بعد «كي»
ضرورة ، لأن «أن» بعد «كي» لا تظهر.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٨٠ ،
التصريح على التوضيح : ٢ / ٣ ، ٢٣٠ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٢٤٤ ، ٤ / ٣٧٩ ، شرح
ابن يعيش : ٩ / ١٤ ، ١٦ ، الخزانة : ٨ / ٤٨١ ، شواهد المغني : ١ / ٥٠٨ ، أبيات
المغني : ٤ / ١٥٧ ، شواهد الشذور : ٨٩ ، الدرر اللوامع : ٢ / ٥ ، مغني اللبيب (رقم)
: ٣٣٣ ، شذور الذهب : ٢٨٩ ، شواهد المفصل والمتوسط : ٢ / ٦٣٧ ، الهمع (رقم) : ١٠٠٦
، شرح ابن الناظم : ٣٥٥ ، ٦٦٧ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٧٩ ، ٢ / ٢٠٤ ، جواهر الأدب :
٢٨٣ ، الجنى الداني : ٢٦٢ ، الضرائر : ٦٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٧٨٢ ،
توجيه اللمع : ٣٠١.
[١] الجر بـ «لعل»
لغة حكاها أبو عبيدة والأخفش والفراء وأبو زيد ، وقال : إنها لغة عقيل ، وقد
أنكرها قوم منهم الفارسي ، وهم محجوجون بنقل هؤلاء.
١١١ ـ من الوافر ،
ولم أعثر على قائله. ويروى : «لعاء» بدل «لعل» ، وهي لغة في «لعل». الشريم : المرأة
المفضاة التي صار مسلكاها واحدا ، أي : اختلط قبلها بدبرها حتى صارا مخرجا
اسم الکتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك المؤلف : ابن طولون الجزء : 1 صفحة : 432