اسم الکتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك المؤلف : ابن طولون الجزء : 1 صفحة : 358
فـ «مغيثا» ـ من
الإغاثة ، بالمثلّثة [١] ـ ، و «مغنيا» ـ من الإغناء ، ضدّ الافتقار [٢] ـ تنازعا «من» الموصولة ، فكلّ منهما يطلبها من جهة
المعنى على المفعوليّة ، وأعمل الثّاني لقربه ، وأعمل الأوّل في ضميره وحذفه ،
والأصل : مغيثه.
والمختلفين ،
كقوله تعالى : (هاؤُمُ اقْرَؤُا
كِتابِيَهْ) [الحاقة : ١٩] ، فـ «ها» اسم فعل بمعنى «خذ» ، و «الميم» حرف يدلّ على
الجمع ، و «اقرؤوا» فعل أمر ، تنازعا «كتابيه» ، وأعمل الثّاني لقربه ، وحذف من
الأوّل ضمير المفعول ، والأصل : هاؤموه.
ومعنى «اقتضيا»
: طلبا ، فخرج به نوعان :
أحدهما : أن
يكون أحد العاملين لا يقتضي عملا في المتنازع [٣] فيه ، كقول امرئ القيس [٤] :
١٠١ ـ فلو أنّ ما أسعى لأدنى معيشة
كفاني ولم
أطلب قليل من المال
يجيره من فلان إذا
استجاره وأنقذه منه. قوله : «إلا فناءك» أي : إلا كنفك وجوارك ، وأصل «الفناء» ما
امتد من الدار من جوانبها. موئلا : ملجأ. والشاهد على أن «مغيثا مفنيا» اسمان
تنازعا في قوله «من أجرته» ، لأن كلا منهما يستدعي أن يعمل فيه.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٣١٦ ،
الشواهد الكبرى : ٣ / ٢ ، شرح الأشموني : ٢ / ٩٩ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٤٣
، حاشية الخضري : ١ / ١٨٢ ، شرح ابن الناظم : ٢٥٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ /
٦٤٢ ، شرح اللمحة لابن هشام : ٢ / ١١٨ ، أوضح المسالك : ٩٨ ، فتح رب البرية : ٢ /
٨٦ ، الدرة المضية للأنباسي (رسالة ماجستير) : ٢٦.
[١]انظر التصريح على
التوضيح : ١ / ٣١٦ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٢ ، اللسان : ٥ / ٢٣١٢ (غوث).
والاستغاثة طلب الغوث وهو التخليص من الشدة والنقمة والعون على الفكاك من الشدائد.
انظر تاج العروس : ١ / ٦٣٦ (غوث).
[٢]انظر التصريح على
التوضيح : ١ / ٣١٦ ، اللسان : ٥ / ٣٣٠٨ (غنى) ، وفي الشواهد الكبرى (٣ / ٢) : و «مغنيا»
من أغناه عن الشيء إذا كفاه همه عنه.
[٣]في الأصل :
التنازع. انظر شرح المكودي : ١ / ١٤٤.
[٤] هو امرؤ القيس بن
حجر بن الحارث الكندي ، من بني آكل المرار ، أشهر شعراء العرب ، يماني الأصل ، ولد
في حدود سنة ١٣٠ ق. ه ، اشتهر بلقبه ، واختلف في اسمه ، فقيل : حندج ، وقيل :
مليكة ، وقيل : عدي ، وكان أبوه ملك أسد وغطفان ، وأمه أخت المهلهل الشاعر ،
ومعلقته أشهر من أن يعرف بها ، أخباره كثيرة ، توفي في أنقرة سنة ٨٠ ق. ه ، وجمع
بعض شعره في ديوان صغير.