اسم الکتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك المؤلف : ابن طولون الجزء : 1 صفحة : 342
وقال في المغني
: إنّ جملة الاشتغال ليست من الجمل التي تسمّى في الاصطلاح : جملة تفسيرية ، وإن
حصل بها تفسير [١]. انتهى.
فمثال المشتغل
بالضّمير عن نصب لفظه : «زيدا ضربته» ، ومثال المشتغل عن نصب محلّه : «عمرا مررت
به» [٢].
وفهم من قوله :
«موافق» مطلق الموافقة ، فشمل الموافق في اللّفظ والمعنى ، كالمثال الأوّل ،
والموافق في المعنى دون اللّفظ ، كالمثال الثّاني ، والتّقدير : ضربت زيدا ضربته ،
وجاوزت عمرا مررت به ، وهذا التقدير لا ينطق به ، لأنّ الفعل الثّاني عوض عنه ،
فلا يجمع بينهما.
ويشترط في
المفسّر : أن لا يفصل بينه وبين الاسم / السّابق ، فلو قلت : «زيدا أنت ضربته» لم
يجز النّصب للفصل بـ «أنت» ، والأصل في الاسم السّابق الرّفع ، وهو الرّاجح
لسلامته من التّقدير.
وزعم الكسائيّ
أنّ نصب الاسم المتقدّم بالفعل المتأخّر ، وألغي [٣] الضّمير [٤].
[٢]انظر شرح المكودي
: ١ / ١٣٥. قال ابن حمدون في حاشيته على المكودي (١ / ١٣٥) : «وقوله : «عمرا مررت
به» هذا لا يلائم تقديره وإعرابه مع اختياره ، وإنما يلائم الاحتمال الثاني الآتي
في إعرابه ، والصواب أن يمثل بنحو «هذا ضربته». انتهى.
[٤] ورد بأن الأسماء
لا تلغى بعد اتصالها بالعوامل ، وبأن الضمير قد لا يتعدى إليه الفعل إلا بالحرف ،
فكيف يلغى مع وجود الحرف المعدى ، وأيضا لا يمكن الإلغاء في السببي لأنه مطلوب
الفعل في الحقيقة كـ «زيدا ضربت غلام رجل يحبه».
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٩٧ ،
شرح ابن عقيل : ١ / ١٧٤ ، حاشية الخضري : ١ / ١٧٤.
[٥] وهذا مذهب
الكوفيين ونسب للكسائي والفراء في شرح الرضي. ورد بأنه لا يعمل عامل واحد في ضمير
اسم ومظهره ، وبأنه يلزم كون المتعدي لواحد متعديا لاثنين ، وهو خرم للقاعدة.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٩٧ ،
شرح ابن عقيل : ١ / ١٧٣ ـ ١٧٤ ، حاشية الخضري : ١ / ١٧٤ ، الإنصاف (مسألة : ١٢) :
١ / ٨٢ ، شرح ابن يعيش : ٢ / ٣٠ ـ ٣١ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٦٨٧ ، شرح الرضي : ١
/ ١٦٣.
اسم الکتاب : شرح ابن طولون على ألفية ابن مالك المؤلف : ابن طولون الجزء : 1 صفحة : 342