إذا نظرت إلى
الكلمات الأخيرة في الأمثلة السابقة ، رأيت كل واحدة منها مسبوقة بكلمة لم تقصد
لذاتها ، وإنما أتي بها تمهيدا للكلمة التي تليها ، فإنك إذا قلت : «حضر أخوك حسن»
لم يكن ذكر الأخ مقصودا لذاته ، وإنما المقصود بالذكر هو حسن وقد ذكرت كلمة الأخ
تمهيدا لما بعدها ، وليكون الكلام أقوى في نفس السامع ، لأنك تنسب فيه الحضور إلى
حسن مرتين ، مرة باعتبار أنه أخ ، ومرة بذكر اسمه ، ومثل ذلك يقال في بقية الأمثلة
، وتسمى كل كلمة من الكلمات الأخيرة : حسن ، خليلا .... «بدلا» كما يسمى كل اسم من
الأسماء المذكورة قبلها «مبدلا منه».
وإذا وازنت بين
البدل والمبدل منه في الأمثلة الثلاثة الأولى ، رأيتهما متساويين في المعنى
ومتطابقين ؛ ولذلك يسمى البدل فيها «بدلا مطابقا».
وإذا وازنت بين
البدل والمبدل منه في الأمثلة الثلاثة الثانية ، رأيت أن البدل بعض من المبدل منه
؛ ولذلك يسمى البدل فيها بدل بعض من كل.