إذا قلت :
حادثني الوزير فقد يستعظم السامع ذلك ؛ لأن محادثة الوزراء ليست من الأمور الهيّنة
، وربما يتوهّم أن الذي حادثك هو وكيله ، أو أمين سرّه أو رجل آخر من مساعديه ،
وأنك ذكرت لفظ الوزير سهوا ، أو قصدت به شخصا آخر ممن أسلفنا ، فإذا أردت ألا
يتسرّب مثل هذا التوهم إلى ذهن السامع فاذكر كلمة «نفسه» بعد لفظ الوزير ، وقل :
حادثني الوزير «نفسه» على نحو ما في المثال الأول ، فإنك إن فعلت ذلك تأكد المعنى
الحقيقي ، ولم يبق هناك مجال للتوهم ، ومن أجل ذلك تسمى كلمة «نفسه» في الأمثلة
الثلاثة توكيدا ، ويسمى اللفظ السابق وهو الوزير مؤكدا ، ومثل كلمة النفس فيما
تقدم كلمة «عين».
وإذا قلت :
احترقت الدار فقد يستعظم السامع ذلك أيضا ، ويقول في نفسه : لعل الذي احترق في
الدار أثاثها ، أو أبوابها ، أو غرفة من غرفها ، ويتوهم أنك ذكرت لفظ الدار سهوا ،
فإذا أردت أن تدفع عنه مثل هذا الوهم فزد كلمة «كلها» وقل : «احترقت الدار كلها»
على نحو ما في المثال الرابع ، فبذلك يتأكد المعنى الحقيقي عند السامع ، ولا يبقى
له في الفهم مذهب