نعلم مما تقدم
لنا في الجزء الأول أن الكلمات : المهذّب. والعاقلة. والجميل. والفسيح. في أمثلة
القسم الأول تسمى نعوتا وتوابع ؛ لأن كل واحدة منها تدل على صفة في الاسم الذي
قبلها ، وتتبعه في إعرابه رفعا ونصبا وجرّا ، ونعلم أيضا أن الأسماء المذكورة قبلها
، وهي الرجل ، والسيدة والحصان والمنزل. يسمى كل منها منعوتا أو متبوعا.
ونزيد هنا
فنقول : إن الكلمات التي سميناها في القسم الأول نعوتا تسمى أيضا في القسم الثاني
نعوتا ؛ ولكن ألا يوجد فرق بين نعوت القسم الأول ونعوت القسم الثاني؟ بلى إن هناك
فرقا واضحا في المعنى ، فالمهذب مثلا في القسم الأول صفة في الحقيقة للاسم المذكور
قبله وهو الرجل ، ولذلك يسمى هذا النعت نعتا حقيقيا ، أما في القسم الثاني فليس
التهذيب في الحقيقة صفة للرجل ، وإنما هو صفة لما بعده وهو الأخ ، غير أنه لما كان
للأخ ارتباط بالرجل ، جاز أن نقول عن صفة الأخ إنها صفة للرجل ، ومن أجل ذلك يسمى
لفظ المهذب في القسم الثاني نعتا غير حقيقي ، أو نعتا سببيا ، وكذلك يقال في بقية
الأمثلة.
القاعدة
(١٥٩) النّعت
نوعان : حقيقي وسببيّ ، فالحقيقيّ ما دلّ على صفة في نفس متبوعه ، والسّببيّ ما
دلّ على صفة في اسم له ارتباط بالمتبوع.