تقدم لنا في
الجزء الأول ، أنّ لم ولا الناهية تجزمان فعلا مضارعا واحدا. وهنا نأتي على بقية
الأدوات التي تعمل هذا العمل فنقول :
إذا بحثنا في
الأمثلة الأربعة الأولى ، وجدنا أن المثال الأول يدل على أنّ الغلام لم يتهذب في
الزمن الماضي ، وأنه بقي كذلك إلى زمن التكلم ؛ وأن المثال الثاني يدل على أن
الرسول لم يعد في الزمن الماضي ، وأنه استمر كذلك إلى زمن التكلم ، وهذا يقال في
المثالين الأخيرين ، فهذه الأمثلة الأربعة إذا تفيد نفي الأفعال المضارعة الأربعة
التي اشتملت عليها ، وتفيد أن هذا النفي مستمر إلى زمن التكلم ، وإذا نظرنا إلى
أواخر هذه الأفعال المضارعة الأربعة وجدناها مجزومة ، فأي لفظ في الأمثلة المذكورة
أفاد هذا النّفي وسبّب هذا الجزم؟ ذلك اللفظ هو «لمّا» وعلى هذا فلمّا تشبه لم في
المعنى والعمل ، غير أن النفي بها يستمر إلى زمن التكلم.