وإن كان (من) فهي لا تحذف إلا مع أن والفعل قياسا لطولها بصلتها ، وفيما عداه من الأسماء الصريحة نحو (استغفرت الله ذنبا) [١] سماعا ، وأجاز طاهر [٢] وأبو البقاء حذفه ، واحتجوا بقوله :
[٢٠٩] إيّاك إيّاك المراء فإنه
إلى الشر دعّاء وللشر جالب [٣]
وهو ضعيف لوجوه أحدها ، إنه لضرورة الشعر.
الثاني : على خلاف القياس ، واستعمال الفصحاء.
الثالث : قال الخليل : [٤] إن إيّاك إياك من المكرر وهو مستقل ، والمراء كلام آخر منصوب بفعل مقدر ، أي : دع المراء.
الرابع : إن (من) مقدرة ، والمراء مصدر بمعنى أن تماري.
وقد ترك المصنف بابا آخر يجب حذف فعله وهو الإغراء [٥] وله ثلاث
[١]ينظر شرح الرضي في توجيه هذا القول ١ / ١٨٣.
[٢]ينظر شر المقدمة المحسبة ٢ / ٣٦٠.
[٣]البيت من الطويل ، وهو للفضل بن عبد الرحمن في خزانة الأدب ٣ / ٦٣ ، وله ولغيره ، ينظر الكتاب ١ / ٢٧٩ ، والمقتضب ٣ / ٢١٣ ، والخصائص ٣ / ١٠٢ ، وشرح المفصل لابن يعيش ٢ / ٢٥ ، وشرح المصنف ٣٧ ، وأمالي ابن الحاجب ٢ / ٦٨٦ ، وشرح الرضي ١ / ١٨٣ ، ورصف المباني ٢١٦ ، واللسان مادة (أيا) ١ / ١٨٨ ، ومغني اللبيب ٨٩٠.
والشاهد فيه قوله : (المراء) حيث نصبه بعد إياك مع حذف حرف العطف وهو ضعيف لوجوه ذكرها الشارح.
[٤]هذا التعليق على الشاهد منقول من شرح المصنف ٣٧ بتصرف دون عزو ، وينظر رأي الخليل في الكتاب ١ / ٢٧٩.
[٥]هذه العبارة منقولة عن الرضي في ١ / ١٨٣ مع التفصيل من الشارح دون عزو إلى الرضي.