قوله : (اسم ما
ولا المشبهتين بليس) إنما عملا لشبههما بـ (ليس) من حيث إنهما من عوامل المبتدأ
والخبر ، وإن لهما صدر الكلام ، ونهما للنفي مطلقا ، واختصت (ما) بنفي الحال ،
وبدخول الباء في خبرها وهو حكم لا يشبه ، وقد قيل إنه يشبه ، ولهذا لا يحذف خبرها
، وتدخل على المعرفة والنكرة وعملها فصيح.
قوله : (المشبهتين)
خرج ما ليس لم يشبه بها ، لأن (ما) تكون اسمية وسيأتي في الموصول ، وحرفية ولها
أقسام ؛ مصدرية ومنهم من جعل المصدرية اسما ، وزائدة ، نحو (غضبت من غير ما جرم) [١] ونافية وهي الداخلة على غير المبتدأ والخبر نحو (ما
ضربت) وعاملة وهي التي بمعنى (ليس) وهي الرافعة للاسم والناصبة للخبر عند البصريين
[٢] وأما الكوفيون فيقولون : نصبت الاسم والخبر مرتفع بما كان من قبل وهو ضعيف
لأنهم يعملونها في الأبعد دون الأقرب ، وأما (لا) فهي للنهي نحو : (لا تفعل) ،
وزائدة نحو (ما مَنَعَكَ أَلَّا
تَسْجُدَ)[٣]. وعاطفة ونافية غير