ومن وجوه تقدم
الخبر ، أن يكون قبل (إلا) أو قبل المبتدأ بعد (إنما) نحو :(ما في الدار إلا زيد) و
(إنما في الدار زيد) وكذلك إذا كان بتقديم الخبر يفهم معنى لا يفهم بتأخره وجب
تقديمه نحو (تميمي أنا) إذا قصدت بيان أنك من تميم ، والتفاخر بها [١] ، وأما ما عدا هذه الأشياء فجائز فيه التقديم ، إذا
أردت الاهتمام بإفادة السامع الحكم من أول وهلة نحو : (قائم زيد) والتأخير نحو : (زيد
قائم) إذا لم يرد ذلك خلافا للكوفيين والأخفش [٢] ، فإنهم منعوا من تقدم الخبر ، لأنك لو قدمته وقلت : (قائم
زيد) لارتفع زيد عندهم بالفاعلية وبطل المبتدأ ، لأنهم يعلمون الصفة من غير اعتماد
، وأجاز بعضهم التقدم حيث يكون العائد منصوبا نحو : (زيد ضربته).
تعدد الخبر
قوله : (وقد
يتعدد الخبر ، مثل زيد عالم عاقل) يعني مع اتحاد المبتدأ ، وفيه تفصيل ، وهو أن
نقول : إن اتحد فجائز نحو (زيد قائم قاعد) وإن تعددا
والشاهد فيه قوله : (أما أنني جزع ...
فلوجد) حيث ولي أما المفتوحة فهي مبتدأ من المصدر المؤول وتقدم على خبره الذي هو
الجار والمجرور ، وجاز تقدم المبتدأ وهو مصدر موؤل لأمن اللبس وهذا التقدم باتفاق
كما ذكر الشارح.
[١]ينظر شرح الرضي ١
/ ١٠٠ والعبارة مأخوذة بتصرف دون أن يعزوها إلى مصدرها ، وينظر شرح المفصل ١ / ٩٢
، الإنصاف ١ / ٦٦.
[٢]ينظر شرح المفصل
لابن يعيش ١ / ٩٢ ، والهمع ٢ / ٣٤ ـ ٣٥.