الإفراد ، ولأنه قد ظهر مفردا حيث ظهر ، وتقديره حاصل أو مستقر ، وقال
الفارسي [١] ، والزمخشري [٢] ، والمصنف [٣] روي عن سيبويه أيضا أنه يقدر فعل ، تقديره (حصل) أو (استقر)
[٤] وحجتهم أنه عامل في الظرف ، وأصل العمل للأفعال ، ولأن الصلة لا تقدر إلا
بجملة ، ومنهم من جمع بين القولين ، فقال : تقدر في الصلة جملة ، وفي ما عداها
مفرد ، وعلى كلا التقديرات ، لما حذف الفاعل انتقل الضمير الذي كان فيه إلى الظرف
، على كلام الفارسي [٥] ومن تابعه ، ويقال إنه مرفوع بالظرف مجازا ، وكذلك
الظاهر ، نحو (زيد في الدار أبوه) مرفوع بالظرف مجازا ومحل الظرف الرفع ، وقال
السيرافي : [٦] هو باق في المحذوف [ظ ٣٠] ومحل الظرف النصب.
وجوب تقديم المبتدأ
قوله (وإذا كان
المبتدأ مشتملا على ما له صدر الكلام) يعني أن أصل المبتدأ التقديم ، لأنه محكوم
عليه ، والخبر التأخر ، لأنه محكوم به ، وقد تعرض أشياء توجب تقديمه ، فذكر الشيخ
أربعة :
[١]ينظر رأي الفارسي
في الهمع ٢ / ٢٢ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ٤٣١ ـ ٤٣٢.
[٤]ينظر شرح التسهيل
ج ١ ، ١ / ٤٣٢ قال ابن مالك : فلهذه المرجحات وافقت الأخفش بقولي في الأصل ، معمول
في الأجود لاسم فاعل كون مطلق وفاقا للأخفش تصريحا ، ولسيبويه إيماء وخالفت ما ذهب
إليه أبو علي والزمخشري من جعل الظرف جملة ، وينظر شرح المفصل ١ / ٩١.