لأن المفرد قبل المركب ، وجاز وضع الجملة خبرا لأنها تفيد مثل ما يفيده
المفرد [١].
قوله : (مثل :
زيد أبوه قائم وزيد قائم أبوه) مثّل مثالا في الجملة الاسمية ، ومثلا في الجملة
الفعلية ، وفيه تقسيم وهو أن الخبر يكون مفردا جامدا ، نحو (زيد أخوك) ومشتقا كاسم
الفاعل والمفعول ، والصفة المشبهة ، نحو (زيد ضارب) و (عمرو مضروب) و (بكر حسن)
وجملة اسمية ، نحو (زيد أبوه قائم) وفعلية نحو (زيد قائم أبوه) وحرفية نحو (زيد في
الدار) وظرفية نحو (زيد عندك) وجملة إنشائية نحو (زيدا ضربه) و (زيد إن تعطه يشكرك)
فمنع بعضهم أن تكون خبرا [٢] وأجازها الأكثر بتقدير القول ، ومنهم من قال : لا حاجة
إليه لكثرته في القرآن ، نحو : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا
فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا)[٣](وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ)[٤](فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ
وُجُوهُهُمْ)[٥] إلى غير ذلك.
قوله : (ولا بد
من عائد) يعني في الخبر ، يرجع إلى المبتدأ ، سواء كان ظاهرا ، أو مستترا ، وإنما
اشترط الضمير لأن الخبر أجنبي عن المبتدأ ، فأتى بالضمير العائد إلى المبتدأ ليربط
بينهما وتحصل الفائدة وإنما قال : ولا بد من عائد ، ولم يقل : ولا بد من ضمير ،
لأن العائد أربعة أشياء :