قوله : (ومنها)
يعني المرفوعات. قوله : (المبتدأ والخبر) اختلف في عاملهما ، فمذهب الجمهور ، أنه
أمر معنوي ، وهو الابتداء [١] ، وحقيقته اهتمامك بالشيء قبل ذكره ، وجعلك له أولا
لثان ، ذلك الثاني حديث عنه ، واختار المبرد [٢] والزمخشري [٣] أنه تجردهما عن العوامل اللفظية ، وقيل : لفظي ، فقال
بعض الكوفيين [٤] : المبتدأ رفع الخبر ، والعائد رفع المبتدأ ، وقال
الكسائي والفراء : [٥] رفع كل واحد منهما صاحبه نحو قوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا)[٦] فإن تدعوا نصب (أيّاما) وأياما جزم تدعوا ، وقيل لفظي
ومعنوي ، وهو أن الابتداء رفع الابتداء للمبتدأ والمبتدأ جميعا رفعا الخبر ، وقيل
الابتداء رفع المبتدأ ، والمبتدأ رفع الخبر [٧] [ظ ٢٧]
قوله : (المبتدأ
هو الاسم المجرد) أعلم أن المبتدأ مشترك بين ماهيتين
[١]ينظر الإنصاف ١ /
٤٤ وما بعدها ، وشرح ابن عقيل ١ / ٢٠٠ ـ ٢٠١. والهمع ٢ / ٣ ـ ٧.
[٢]ينظر المقتضب ٤ /
١٢٦ ، وشرح التسهيل السفر الأول.