شئت مقام الفاعل [١] نحو (سير بزيد يوم الجمعة أمام الأمير سيرا شديدا) فأيّ
واحد أقمته مقام الفاعل رفعته ونصبت ما سواه من غير ترتيب ، إلا أن يقدم ما أقمته
إلى جانب الفعل ، وقبل الأولى الترتيب على ما رتب في التمثيل ، وقدم ابن عصفور [٢] المصدر لقوة دلالته على الفعل ، وبعضهم المجرور [٣] ، لأنه مفعول به ، لكن بواسطة ، وبعضهم الظروف لملازمة
الفعل لها ، وقيل ما اهتم المتكلم [٤] بشأنه فالأولى تقديمه.
قوله : (والأول
من باب أعطيت أولى من الثاني) يعني من ما ليس من أفعال المبتدأ والخبر ، وإنما كان
الأول أولى ، لأنه فاعل في المعنى من حيث إنه آخذ ، والثاني مفعول من حيث أنه
مأخوذ [٥] ، واشترط بعضهم أنه إذا التبس بغير الأول نحو (أعطيت الجارية العبد) ، (وموسى
عيسى) (وزيدا عمرا) وما شاكل ذلك وأما على مذهب الفراء وابن كيسان [٦] ، فلا يصح إقامة الثاني ، لأنه عندهما منتصب بفعل مقدر
، أي وقيل : درهما.
مسألة : مركبة
من الفعل المبني للمفعول ، ومن اسم المفعول الجاري عليه أربعه أوجه : الأول (أعطي
المعطي ألفا مئة) بنصب ألفا ومئة ، فالمعطي فاعل لأعطى ، ومئة مفعوله الثاني ،
وفاعل المعطي مضمر فيه ،
[١]قال الرضي ١ / ٨٥
(والأكثرون على أنه إذا فقد المفعول به تساوت البواقي في النيابة ، ولم يفضل بعضها
بعضا).