ولا أدري ما
سرّ العلاقة بين الشيء الذي حسنت فيه التاء وبين (لا) النافية المهملة أو العاملة
عمل ليس وكذلك الصفات التي جاءت بمعنى الأخبار ، وقد سبق الكلام عليها عند الكلام
عن مصطلحات الخليل.
وقد جاء عنوان
: باب (النداء المضاف) غير مطابق لما بعده أيضا حيث تكلم تحت هذا العنوان عن العطف
على النداء المفرد بالكلمات المقترنة بأل قائلا [٢] :
يا زيد
والضحاك سيرا نحونا
فكلاهما عبل
الذراع مجرّب
إن تفسيري لهذه
الظاهرة هو أن هذه العناوين وضعت خطأ لهذه الأبيات حيث حدث سقط لبعض الأبيات وبعض
العناوين ، فجاء هذا الاضطراب من النساخ ، وخاصة أنه ليس بين أيدينا النسخة
الأصلية ، وربما نجد نسخة ، أخرى فيما بعد تستقيم بها العناوين مع القواعد المدرجة
تحتها ، تكون أقدم تاريخا وأصح رواية ، وأكثر استقامة.
خامسا
: يطلق الخليل ـ
أحيانا ـ الباب على الكلمات التي تحتاج إلى معالجات خاصة ، وفي هذه الحالة يكون
العنوان منسوبا إلى تلك الكلمات ، لا منسوبا إلى القضية النحوية التي يعالجها مثل
باب (حسب) (قطك وقدك) باب (ويح وويل) في الدعاء ، باب (رب وكم) ، باب (مذ ومنذ) ،
باب (كم إذا كنت مستفهما بها) ، باب (إذا أردت أمس بعينه).
وهذه الأبواب
عبارة عن معالجات خاصة لبعض الكلمات لا تحتمل بابا نحويا مستقلا ، ولكن الخليل
سمّاها أبوابا ، هذه الطريقة وجدت فيما بعد عند سيبويه في (الكتاب) وعند السيرافي
في شرحه لكتاب سيبويه ، ويبدو أن ذلك كان من تأثير الخليل.