ومقارنة
بعناوين سيبويه نجد أن الخليل كان مقتصدا إلى حد كبير ، وفيما يلي نموذجان من
عناوين سيبويه :
يقول سيبويه : «هذا
باب ما ينتصب فيه المصدر كان فيه الألف واللام أو لم يكن فيه على إضمار الفعل
المتروك اظهاره ، لأنه يصير في الأخبار والاستفهام بدلا من اللفظ بالفعل ؛ كما كان
(الحذر) بدلا من (احذر) في الأمر» ، وكان يمكن اختصار كل هذا بقوله : (مواضع حذف
عامل المفعول المطلق) إلا أنه كان يميل إلى العناوين التفصيلية.
النموذج الثاني
لعناوين سيبويه هو قوله [١] هذا باب ما جرى من الأسماء التي من الأفعال وما أشبهها
من الصفات التي ليست بعمل ، وما أشبه ذلك مجرى الفعل إذا أظهرت بعده الأسماء أو أضمرتها»
وكان يمكن
اختصار كل هذا بقوله : (باب الأسماء العاملة عمل الأفعال) ..
ويبدو أن
سيبويه كان يحب هذه العناوين التي تفصل للقارئ المراد ، فكل عناوين (الكتاب) على
هذا النمط إلا قليلا ، وهذا على العكس مما كان يفعله الخليل ، الذي جاءت عناوينه
في المنظومة معبّرة ، حتى العناوين التي اتسمت بالطول ـ إلى حد ما ـ تعد قصيرة إذا
قيست بعناوين سيبويه ، ومثال ذلك النماذج الأربعة المذكورة منذ قليل ومثال
العناوين القصيرة لدى الخليل قوله :
باب رفع
الاثنين ـ باب حرف الجر ـ باب الفاعل والمفعول ـ باب الترخيم ـ باب الجزم ... الخ.
ثانيا
: مزج الخليل
بين العناوين الكلية التي تضم بابا نحويا كاملا ، والعناوين الجزئية التي تغطي
جانبا محدودا في باب نحوي كبير ، إلا أن السمة الغالبة لديه هي تلك العناوين
الجزئية.