اسم الکتاب : الممنوع من الصرف في اللغة العربيّة المؤلف : عبد العزيز علي سفر الجزء : 1 صفحة : 420
ذكر في شرح
الكافية أن المبرّد قال : جهة الشبه أن النون كانت في الأصل همزة بدليل قلبها إليه
في صنعاني بهراني في النسب إلى صنعاء ـ وبهراء ورد عليه بقوله : وليس بوجه إلا
مناسبة بين الهمزة والنون [١] فهنا قد شبّه الألف والنون الزائدتين بألفي التأنيث.
والحقيقة أن الاختلاف في التشبه ، وهذا الاضطراب ليس مهمّا ولا يترتب عليه مخالفة
في القاعدة.
وجاء في الأصول
: «اعلم أنهما لا يضارعان ألفي التأنيث إلا إذا كانتا زائدتين معا ، كما زيدت ألف
التأنيث معا ، وإذا كانت لا يدخل عليهما حرف تأنيث كما لا يدخل على ألفي التأنيث
تأنيث ، وذلك نحو : سكران وغضبان ؛ لأنك لا تقول : سكرانة ولا غضبانة. إنما تقول
غضبى وسكرى» [٢]. وقال في شرح الكافية : «اعلم أن الألف والنون إنما
تؤثران لمشابهتهما ألف التأنيث الممدودة من جهة امتناع دخول تاء التأنيث عليهما
معا» [٣]. ويقول في حاشية الصبان على الأشموني : «إنما منع نحو «سكران» من الصرف
لتحقق الفرعيتين فيه : أما فرعية المعنى فلأن فيه الوصفية وهي فرع عن الجمود ،
وأما فرعية اللفظ ، فلأن فيه الزيادتين المضارعتين لألفي التأنيث في نحو «حمراء»
في أنهما في بناء يخص المذكر ، كما أن ألفي حمراء في بناء يخص المؤنث ، وأن لا
تلحقهما التاء فلا يقال : سكرانة. كما لا يقال : حمراءة مع أن الأول من كلّ ألف ،
والثاني حرف يعبّر به عن المتكلم في أفعل ونفعل ، فلما اجتمع في نحو : سكران
المذكور الفرعيتان امتنع عن الصرف» [٤].