اسم الکتاب : الممتع في التّصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 165
فلمّا ثبت أنك
كيفما فعلت في جعل أحد الحرفين زائدا يؤدّي إلى بناء معلوم ، ودخول في باب قليل ،
وكان باب قليل ، وكان باب «صلصل» كثيرا ، جعلت حروفه كلّها أصولا ، وجعل صنفا
برأسه ، ولم يدخل في باب من الأبواب المذكورة.
وإن كان من
ذوات الخمسة فلا يخلو من أن يكون المضعّف منه حرفا واحدا ، أو أزيد. فإن كان
المضعّف منه حرفا واحدا فلا يخلو أن يفصل بينهما أصلا ، أو لا يفصل. فإن فصل
بينهما أصل كان كلّ واحد من المثلين أصلا نحو «دردبيس» [١] و «شفشليق» [٢] ؛ ألا ترى أنّ الراء والفاء قد فصلتا بين المثلين ،
وليستا من حروف الزيادة. وإنما جعل المثلان أصلين في مثل هذا ، لأنه لم يثبت زيادة
أحد المثلين في مثل ذلك ، في موضع من المواضع ، باشتقاق ولا تصريف ، فحمل ما ليس
له اشتقاق ولا تصريف على ذلك. وأيضا فإنك لو جعلت أحد المثلين زائدا لكان وزن «شفشليق»
: «فعفليل» ، وذلك بناء غير موجود.
وإن لم يفصل
بينهما أصل ، بل زائد ، أو لم يقع بينهما فاصل ، كان أحد المثلين زائدا ، وذلك نحو
«شمّخر» [٣] و «خنفقيق» [٤] ، إحدى القافين وإحدى الميمين زائدتان ، وذلك أنّ كلّ
ما علم له من ذلك اشتقاق ، أو تصريف ، وجد أحد المضعّفين منه زائدا ؛ ألا ترى أنّ «اشمخرّ»
يدلّ على أنّ إحدى الميمين من «شمّخر» زائدة. فحمل ما ليس له اشتقاق على ذلك.
وإن كان
المضعّف أزيد كان كلّ واحد من المثلين زائدا ، نحو «صمحمح» [٥] و «دمكمك» [٦] ، إحدى الميمين وإحدى الحاءين ، أو الكافين ، زائدتان ،
بدليل أنّ ما له اشتقاق أو تصريف من ذلك وجد كلّ واحد من المثلين فيه زائدا ، فحمل
ما ليس له اشتقاق على ذلك ، نحو «مرمريس» فإنه من المراسة ، فإحدى الميمين وإحدى
الراءين زائدتان.
فإن قيل : فأيّ
الحرفين هو الزائد؟.
[١] الدردبيس :
الداهية ، لسان العرب ، مادة (دردبس).
[٢] الشفشليق :
العجوز المسترخي لحمها ، لسان العرب (شفشلق).
[٣] الشمخر : الطامح
البعيد النظر ، المعجم الوسيط للزيات ورفاقه ، مادة (شمخر).
[٤] الخنفقيق :
الداهية ، والخنفقيقة من النساء الجريئة ، لسان العرب ، مادة (خنفق).