responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الممتع في التّصريف المؤلف : ابن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 151

«مرّ هوّيّ [١] من الليل». وكذلك التاء في «تنبال» زائدة ، لأنّ «التّنبال» هو القصير ، و «النّبل» هم القصار ، فيكون «التّنبال» منه. وقد ذهب إلى ذلك بعض أهل اللغة.

وزيدت آخرا في «سنبتة» ، بدليل قولهم «مرّت عليه سنبة من الدهر» بمعنى «سنبتة» أي : قطعة. فيحذفون التاء. وفي «رغبوت» و «رهبوت» و «طاغوت» و «رحموت» و «ملكوت» و «جبروت» ، لأنها بمعنى الرغبة والرهبة والرحمة والملك والتجبّر والطّغيان. وقد قالوا : «رغبوتى» و «رهبوتى» و «رحموتى» ، والتاء فيها أيضا زائدة.

فأمّا «الثّلبوت» [٢] ، من قول لبيد :

بأحزّة الثّلبوت يربأ فوقها

قفر المراقب خوفها آرامها [٣]

فالتاء فيه أصل. وأجاز ابن جنّي أن تكون التاء زائدة ، حملا على «جبروت» وأخواته. قال : وليس ذلك بالقوّي. والصحيح أنه لا يسوغ جعل التاء فيه زائدة ، لقلة ما زيدت فيه التاء ، مما هو على وزنه ، إذ لا يحفظ منه إلّا ستّة الألفاظ المذكورة.

وكذلك هي في «عنكبوت» زائدة. واستدلّ على ذلك سيبويه ، بقولهم في جمعه «عناكب». ووجه الدليل من ذلك أنهم كسّروا «عنكبوتا» من غير استكراه. أعني : من غير أن يكلّفوا ذلك. ولو كانت التاء أصليّة لكان من بنات الخمسة. وهم لا يكسّرون بنات الخمسة إلّا استكراه. فدلّ ذلك على أنه ليس من بنات الخمسة ، وأنّ تاء زائدة. وأيضا فإنهم يقولون في معناه «العنكباء» ، وذلك قاطع بزيادة التاء.

وفي «عفريت» و «غزويت» [٤]. أمّا «غزويت» فالدليل على زيادة تائه أنك لا تخلو من أن تجعل التاء والواو أصليّتين ، أو تجعل التاء أصليّة والواو زائدة أو العكس. فجعلهما أصليّتين يؤدّي إلى كون الواو أصلا ، في بنات الأربعة من غير المضعّفات. وذلك فاسد. وجعل الواو زائدة والتاء أصليّة يؤدّي إلى بناء غير موجود ، وهو «فعويل». فلم يبق إلّا أن تكون تاؤه زائدة وواوه أصليّة. وأمّا «عفريت» فتاؤه زائدة ، بدليل قولهم في معناه «عفرية».


[١] الهوي : القطعة من الليل ، جمهرة اللغة لابن دريد ، مادة (وه ي).

[٢] الثلبوت : اسم واد بين طيء وذبيان ، لسان العرب ، مادة (ثلب).

[٣]البيت من البحر الكامل ، وهو للبيد في ديوانه ص ٣٠٥ ، وفي اللسان والتاج ، مادة (ثلب) ، ومجمل اللغة ٢ / ١٠ ، والمخصص ١٠ / ٨٧ وبلا نسبة في تهذيب اللغة للأزهري ٦ / ٥٦٥ ، الأحزة : جمع حزيز ، وهو ما ارتفع من الأرض وغلظ ، والآرام : الإعلام ، يصف حمار وحش مع أتنه.

[٤]الغزويت : الداهية ، المنصف ١ / ١٦٩ ، وفي التاج للزبيدي ، موضع مر له الإيماء ، مادة (غزو).

اسم الکتاب : الممتع في التّصريف المؤلف : ابن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست