اسم الکتاب : الممتع في التّصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 119
أيضا أن تجعل اللّام أصليّة والياء زائدة ، لأنّ زيادة الياء أوسع من زيادة
اللّام ، فتكون هذه الألفاظ متقاربة وأصولها مختلفة ، نحو «ضيّاط وضيطار» و «سبط وسبطر»
؛ ألا ترى أنّ الراء لا تزاد ، وأنّ «ضيّاطا [١] وضيطارا» [٢] ، و «سبطا وسبطرا» : متقاربة ، وأصولها مختلفة.
ولا يحمل «زيدل»
إلّا على زيادة اللّام ، لأنّ استعمال «زيد» أكثر من استعمال «زيدل». فدلّ ذلك على
أنّ «زيدا» هو الأصل ، وأن اللّام زائدة.
وكذلك «فحجل» و
«عبدل» اللّام فيهما زائدة ، ولا يجعلان من ذوات الأربعة ، ويجعل «عبد» و «أفحج»
من ذوات الثلاثة ، فيكون من باب «ضيّاط وضيطار» ، لأنّ «عبدا» و «أفحج» هما
الأصلان ، لكثرة استعمالهما ، وقلّة «عبدل» و «فحجل».
فأمّا «فيشة» و
«فيشلة» و «هيق» و «هيقل» و «طيس» و «طيسل» فكلّ واحد من هذه الألفاظ قد كثر
استعماله ، فلذلك ساغ كلّ واحد منهما أصلا بنفسه.
وزعم محمد بن
حبيب أنّ اللّام من «عنسل» [٣] زائدة ، لأنه في معنى «عنس». والصحيح ما ذهب إليه
سيبويه ، من أنّ لامه أصليّة ، وأنه مشتقّ من «العسلان» وهو عدو الذئب ، والنون
زائدة ، لأنّ زيادة النون أسهل من زيادة اللّام ، واشتقاقه واضح لا تكلّف فيه.
وأما «ازلغبّ [٤] الفرخ». أي : «زغّب» فلامه أصليّة ، لأن «ازلغبّ» في
معنى «زغّب» كثير الاستعمال ، فينبغي أن يجعل أصلا بنفسه ، ولا تجعل اللّام زائدة
، لقلّة زيادة اللّام. وبالجملة فإنّ «ازلغبّ» فعل ، ولا تحفظ زائدة في فعل.
فهذه جملة
الألفاظ التي زيدت اللّام فيها.
[١] الضياط : الرجل
الغليظ ، الصحاح للجوهري ، مادة (ضيط).
[٢] الضيطار : الرجل
الضخم الذي لا غناء عنده ، اللسان والصحاح (ضطر).
[٣] العنسل : الناقة
السريعة ، لسان العرب ، مادة (عسل).
[٤] ازلغب : شوك ريشه
، قبل أن يسود ، لسان العرب ، مادة (زلغب).
اسم الکتاب : الممتع في التّصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 119