ثم أقام برهة
لا يدرى بما ذا يعجّز [٢] على هذا الصدر ، إلى أن دخل حمّاما وسمع إنسانا دخله ،
فسلّم على أخر فيه ، فأنكر ذلك عليه ، فانتصر بعض الحاضرين له فقال : وهل بأس بقول
المسلّمين ؛ فاهتبلها الكميت فقال :
ومثل هذا فى
أشعارهم الدّالة على الاهتمام بها ، والتعب فى إحكامها كثير معروف. فهذا وجه.
وثان : أن من
المحدثين أيضا من يسرع العمل ولا يعتاقه بطء ، ولا يستوقف فكره ، ولا يتعتع خاطره.
فمن ذلك ما حدّثنى به من شاهد المتنبى وقد حضر عند أبى على الأوارجىّ ، وقد وصف له
طردا [٤] كان فيه وأراده على وصفه ، فأخذ الكاغد والدواة واستند إلى جانب المجلس ـ وأبو
على يكتب كتابا ـ فسبقه المتنبى فى كتبه الكتاب فقطعه عليه ثم أنشده.
[١]صدر بيت للكميت
فى ديوانه ٢ / ١١٤ ، ولسان العرب (عجز) والفاخر ص ٢ ، وخزانة الأدب ١ / ١٧٩ ،
وعجزه :
* وهل بأس بقول مسلمينا*
[٢] عجّز الشاعر :
جاء بعجز البيت. والقصة فى اللسان (عجز).
[٣]عجز بيت للكميت
فى ديوانه ٢ / ١١٤ ، ولسان العرب (عجز) والفاخر ص ٢ ، وخزانة الأدب ١ / ١٧٩ ،
وصدره :
* ألا حيّيت عنا يا مدينا*
[٤] الطرد : ممارسة
الصيد ، وفى الحديث : كنت أطارد حيّة ، أى أخدعها لأصيدها ؛ ومنه طراد الصيد.
وانظر اللسان (طرد).