responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : أبو الفتح عثمان بن جنّي    الجزء : 1  صفحة : 328

وإنما يبيت عليها لخلوّه بها ، ومراجعته النظر فيها. وقال :

أعددت للحرب التى أعنى بها

قوافيا لم أعى باجتلابها

حتى إذا أذللت من صعابها

واستوسقت لى صحت فى أعقابها

فهذا ـ كما ترى ـ مزاولة ومطالبة واغتصاب لها ومعاناة كلفة بها.

ومن ذلك الحكاية عن الكميت وقد افتتح قصيدته التى أوّلها :

* ألا حيّيت عنّا يا مدينا [١] *

ثم أقام برهة لا يدرى بما ذا يعجّز [٢] على هذا الصدر ، إلى أن دخل حمّاما وسمع إنسانا دخله ، فسلّم على أخر فيه ، فأنكر ذلك عليه ، فانتصر بعض الحاضرين له فقال : وهل بأس بقول المسلّمين ؛ فاهتبلها الكميت فقال :

* وهل بأس بقول مسلّمينا [٣] *

ومثل هذا فى أشعارهم الدّالة على الاهتمام بها ، والتعب فى إحكامها كثير معروف. فهذا وجه.

وثان : أن من المحدثين أيضا من يسرع العمل ولا يعتاقه بطء ، ولا يستوقف فكره ، ولا يتعتع خاطره. فمن ذلك ما حدّثنى به من شاهد المتنبى وقد حضر عند أبى على الأوارجىّ ، وقد وصف له طردا [٤] كان فيه وأراده على وصفه ، فأخذ الكاغد والدواة واستند إلى جانب المجلس ـ وأبو على يكتب كتابا ـ فسبقه المتنبى فى كتبه الكتاب فقطعه عليه ثم أنشده.


[١]صدر بيت للكميت فى ديوانه ٢ / ١١٤ ، ولسان العرب (عجز) والفاخر ص ٢ ، وخزانة الأدب ١ / ١٧٩ ، وعجزه :

* وهل بأس بقول مسلمينا*

[٢] عجّز الشاعر : جاء بعجز البيت. والقصة فى اللسان (عجز).

[٣]عجز بيت للكميت فى ديوانه ٢ / ١١٤ ، ولسان العرب (عجز) والفاخر ص ٢ ، وخزانة الأدب ١ / ١٧٩ ، وصدره :

* ألا حيّيت عنا يا مدينا*

[٤] الطرد : ممارسة الصيد ، وفى الحديث : كنت أطارد حيّة ، أى أخدعها لأصيدها ؛ ومنه طراد الصيد. وانظر اللسان (طرد).

اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : أبو الفتح عثمان بن جنّي    الجزء : 1  صفحة : 328
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست