responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : أبو الفتح عثمان بن جنّي    الجزء : 1  صفحة : 207

باب فى إدراج [١] العلة واختصارها

هذا موضع يستمرّ (النحويّون عليه) ، فيفتق عليهم ما يتعبون بتداركه ، والتعذّر منه. وذلك كسائل سأل عن قولهم : آسيت الرجل ، فأنا أواسيه ، وآخيته ، فأنا أواخيه ، فقال : وما أصله؟ فقلت : أؤاسيه ، وأؤاخيه ـ وكذلك نقول ـ فيقول لك : فما علّته فى التغيير؟ فتقول : اجتمعت الهمزتان ، فقلبت الثانية واوا ؛ لانضمام ما قبلها. وفى ذلك شيئان : أحدهما أنك لم تستوف ذكر الأصل ، والآخر أنك لم تتقصّ شرح العلّة.

أمّا إخلالك بذكر حقيقة الأصل فلأن أصله «أؤاسوك» لأنه أفاعلك من الأسوة ، فقلبت الواو ياء لوقوعها طرفا بعد الكسرة ، وكذلك أؤاخيك أصله «أؤاخوك» لأنه من الأخوّة ، فانقلبت اللام لما ذكرنا ؛ كما تنقلب فى نحو أعطى واستقصى.

وأمّا تقصّى علّة تغيير الهمزة بقلبها واوا فالقول فيه أنه اجتمع فى كلمة واحدة همزتان غير عينين ، (الأولى منهما مضمومة ، والثانية مفتوحة) و (هى) حشو غير طرف ، فاستثقل ذلك ، فقلبت الثانية على حركة ما قبلها ـ وهى الضمّة ـ واوا.

ولا بدّ من ذكر جميع ذلك ، وإلا أخللت ؛ ألا ترى أنك قد تجمع فى الكلمة الواحدة بين همزتين فتكونان عينين ، فلا تغيّر ذلك ؛ وذلك نحو سآل ورءاس ، وكبنائك من سألت نحو تبّع ، فتقول : «سؤّل» فتصحّان لأنهما عينان ، ألا ترى أن لو بنيت من قرأت مثل «جرشع» [٢] لقلت «قرء» وأصله قرؤؤ ، فقلبت الثانية ياء ، وإن كانت قبلها همزة مضمومة ، وكانتا فى كلمة واحدة ، لمّا كانت الثانية منهما طرفا لا حشوا. وكذلك أيضا ذكرك كونهما فى كلمة واحدة ؛ ألا ترى أن من العرب من يحقّق الهمزتين إذا كانتا من كلمتين ؛ نحو قول الله تعالى : (السُّفَهاءُ


[١] الإدراج فى اللغة : لفّ الشىء فى الشىء ، ودرج الكتاب : طيّه وأدرجت الكتاب إذا طويته. وانظر اللسان (درج).

[٢] الجرشع : العظيم الصدر ، وقيل الطويل. اللسان (جرشع).

اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : أبو الفتح عثمان بن جنّي    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست