ووزوز [١] ، ووكواك [٢] ووزاوزة ، وقوقيت ، وضوضيت ، وزوزيت [٣] ، وقوماة ، ودوداة [٤] ، وشوشاة ، قيل : قد جاء امتناعهم من همز نظير هذه
الواوات بحيث لا هاء. ألا تراهم قالوا : زحولته [٥] فتزحول تزحولا ، وليس أحد يقول تزحؤلا. وقد جمعوا
بينهما متقدّمة الحاء على الهمزة : نحو قولهم فى الدعاء : حؤحؤ.
فإن قيل : فهذا
أيضا إنما جاء فى الأصوات المكرّرة ؛ كما جاء فى الأوّل أيضا فى الأصوات المكرّرة
؛ نحو هؤهؤ ، وقد ثبت أن التكرير محتمل فيه ما لا يكون فى غيره.
قيل هذه مطاولة
نحن فتحنا لك بابها ، وشرعنا منهجها ، ثم إنها مع ذلك لا تصحبك ، ولا تستمرّ بك ؛ ألا
تراهم قد قالوا فى (عنونت الكتاب) : إنه يجوز أن يكون فعولت من عنّ يعنّ ، ومطاوعه
تعنون ، ومصدره التعنون ، وهذه الواو لا يجوز همزها ؛ لما قدّمنا ذكره ، وأيضا فقد
قالوا فى علونته : يجوز أن يكون فعولت من العلانية ، وحاله فى ذلك حال عنونته على
ما مضى. وقد قالوا أيضا : سرولته تسرولا ، ولم يهمزوا هذه الواو ؛ لما ذكرنا. فإن
قيل : فلو همزوا فقالوا : التسرؤل لما خافوا لبسا ؛ لقولهم مع زوال الضمّة عنها :
تسرول ، وسرولته ، ومسرول ؛ كما أنهم لمّا قالوا : وقت ، وأوقات ، وموقت ، ووقّته
أعلمهم ذلك أن همزة «أقّتت» إنما هى بدل من واو. فقد ترى الأصل والزائد جميعا
متساويين متساوقين فى دلالة الحال بما يصحب كلّ واحد منهما من تصريفه وتحريفه ،
وفى هذا نقض لما رمت به الفصل بين الزائد والأصل.
قيل كيف تصرّفت
الحال فالأصل أحفظ لنفسه ، وأدلّ عليها من الزائد ؛ ألا ترى أنك لو حقّرت تسرولا ـ
وقد همزته ـ تحقير الترخيم ، لقلت «سريل» فحذفت الزائد ولم يبق معك دليل عليه ؛
ولو حقّرت نحو «أقّتت» ـ وقد نقلتها إلى
[١] الوزوزة : الخفة
والطيش ، والوزوزة أيضا : مقاربة الخطو مع تحريك الجسد ، اللسان (وزز).