اسم الکتاب : التطبيق النحوى المؤلف : عبده الراجحي الجزء : 1 صفحة : 84
والجملة لا بد
أن يكون فيها ركنان أساسيان أو «عمدتان» يربط بينهما «الإسناد» ، وهو من أهم
المصطلحات النحوية ؛ فالخبر يسند إلى المبتدأ ، والفعل يسند إلى الفاعل أو نائب
الفاعل ، أي أن الخبر والفعل مسند ، والمبتدأ والفاعل ونائب الفاعل مسند إليه.
* * *
ركنا الجملة الاسمية
للجملة الاسمية
ركنان أساسيان ، متلازمان تلازما مطلقا ، حتى اعتبرهما سيبويه كأنهما كلمة واحدة
وهما المبتدأ والخبر. وحين تلتقى بجملة اسمية عليك أن تسأل نفسك : أين المبتدأ
وأين الخبر؟ وعليك أن تحدد موقعهما بدقة.
والمبتدأ هو
الاسم الذي يقع في أول الجملة ، لكي نحكم عليه بحكم ما ، وهذا الحكم الذي نحكم به
على المبتدأ هو الذي نسميه الخبر ؛ فهو الذي يكمل الجملة مع المبتدأ ويتمم معناها
الرئيسي.
والمبتدأ
والخبر مرفوعان ، وعلينا أن نبحث عن العامل الذي يعمل فيهما الرفع.
سبق أن قلنا إن
الفعل هو الذي يرفع الفاعل وينصب المفعول والظرف .. الخ ، وأن حرف الجر هو الذي
يعمل الجر في الاسم ، وأن حرف النصب يعمل النصب في الاسم أو في الفعل. فهذه كلها
عوامل لفظية.
أما العامل في
المبتدأ فهو عامل معنوي وهو ما نسميه (الابتداء) ، ولذلك يعرف المبتدأ بأنه الاسم
المجرد من العوامل اللفظية ، فكون الاسم مبتدأ هو الذي يعمل فيه الرفع ، وإذا سبقه
عامل لفظي يعمل فيه ، نسخ حكمه وجعله شيئا آخر غير المبتدأ. أما الخبر فالذي يعمل
فيه الرفع هو المبتدأ.
العامل في
المبتدأ إذن هو الابتداء ، والعامل في الخبر هو المبتدأ.
ملحوظة : (هناك خلاف كبير بين نحاة البصرة ونحاة الكوفة في
العامل في الجملة الاسمية لا مجال لعرضه هنا ، وما قدمناه لك هو الرأي الشائع في
كتب النحو.)
اسم الکتاب : التطبيق النحوى المؤلف : عبده الراجحي الجزء : 1 صفحة : 84