والجملة من
الفعل والفاعل لا محل له من الإعراب جملة مستأنفة.
* سبق أن عرفت
أن لجملة المدح والذم إعرابين ، أحدهما أن تعرب المخصوص بالمدح أو الذم مبتدأ
مؤخرا والجملة الفعلية السابقة عليه خبرا مقدما ، وثانيهما أن تعربه خبرا لمبتدأ
محذوف ، وعلى هذا الإعراب الثاني تقول :
نعم
القائد خالد.
نعم : فعل ماض
جامد.
القائد : فاعل
مرفوع بالضمة الظاهرة.
خالد : خبر
لمبتدأ محذوف تقديره هو.
والجملة من
المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب جملة مستأنفة.
* من المهم أن
تتنبه للجملة المستأنفة ، لأن تقديرها غير مستأنفة قد يؤدي إلى فساد المعنى ،
ولذلك شواهد من القرآن الكريم ، نحو :
(فَلا يَحْزُنْكَ
قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ.)
فجملة (إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما
يُعْلِنُونَ) جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب ؛ لأنها لو لم تكن
كذلك لكانت في محل نصب مقولا للقول ، وذلك فاسد. لأن المعنى أن الله سبحانه وتعالى
يخاطب رسوله صلّى الله عليه وسلّم ألا يحزن لقول المشركين ، ثم يقول له : إنه يعلم
ما يسر هؤلاء المشركون وما يعلنون. فالجملة إذن منقطعة عن القول السابق مباشرة.
وكذلك جملة (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) جملة مستأنفة لأنها منقطعة عما قبلها ؛ إذ لو لم تكن
منقطعة لكانت في محل نصب مقولا للقول ، وذلك محال ، إذ كيف يقول المشركون (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) وإذا قالوه فكيف يحزن الرسول هذا القول.
اسم الکتاب : التطبيق النحوى المؤلف : عبده الراجحي الجزء : 1 صفحة : 347