وتلبسه مما تلبس ،
ولا تكلفه ما لا يطيق. فان كرهته خرجت إلى اللّه منه واستبدلت به ولم تعذب خلق
اللّه. ولا قوة إلاّ باللّه [١].
٦ ـ حق الرحم
أ
ـ حق الام :
وأما حق الرحم : فحق أمك أن تعلم أنها
حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا ، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا ، وأنها
وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها ، مستبشرة فرحة
محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها ، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك
إلى الارض فرضيت أن تشبع وتجوع هي ، وتكسوك وتعرى وترويك وتظمى ، وتظلك وتضحى ،
وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها ، وكان بطنها لك وعاء ، وحجرها لك حواء ،
وثديها لك سقاء ، ونفسها لك وقاء. تباشر حرّ الدنيا وبردها لك ودونك. فتشكرها على
قدر ذلك ، ولا تقدر عليه إلا بعون اللّه وتوفيقه [٢].
[١] وفي رواية : وأما
حق مملوكك فأن تعلم أنه خلق ربك وابن أبيك وأمك ولحمك ودمك ، ولم تملكه لأنك صنعته
من دون اللّه ، ولا خلقت شيئا من جوارحه ، ولا أخرجت له رزقا ، ولكن اللّه عز وجل
كفاك ذلك ثم سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه ، ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه
، فأحسن إليه كما أحسن اللّه اليك وإن كرهته استبدلت به ، ولم تعذب خلق اللّه عز وجل
ولا قوة إلاّ باللّه.
[٢] وفي رواية : وأما
حق أمك فان تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا ، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا
يعطي أحد أحدا ، ووقتك بجميع جوارحها ، ولم تبال