اسم الکتاب : محك النظر المؤلف : الغزالي، أبو حامد الجزء : 1 صفحة : 88
بالإثبات فقط هذا
إذا كانت القضية قضية في عين ، فإن كانت عامة زادت شريطة أخرى وهي أن تكون إحداهما
عامة والأخرى خاصة ليلزم التناقض وإلا يتصور أن يجتمعا في الصدق أو الكذب ولا يكون
التناقض ضروريا ، فإن القضيتين العامتين في نسبة الممكنات كاذبتان ، كقولنا كل
إنسان كاتب لا أحد من الناس كاتب والخاصتان صادقتان ، كقولك بعض الناس كاتب بعض
الناس ليس بكاتب ، فتأمّل هذه الشروط واستخرج من نفسك بقية الأمثلة.
التفصيل الرابع في بيان عكس
القضية
وهذا أيضا يحتاج إليه وربما لا يصادف
الدليل على نفس المطلوب ويصادف على عكسه ، فيمكن التوصل منه إلى المطلوب ، وأعني
بالعكس أن تجعل الحكم محكوما عليه والمحكوم عليه حكما ولا تتصرف فيه إلا هذا القدر
وتبقى القضية صادقة ، فعند ذلك تقول هذه قضية منعكسة ، أي عكسها أيضا صادق. والقضايا
بهذا الاعتبار أربع :
الأولى
: نافية عامة ولسنا نتكلم في قضية العين
فإنها لا تستعمل في النظريات بل في الأعمال والصناعات والعادات. فالنافية العامة
تنعكس مثل نفسها نافية عامة ، فمهما صدق قولنا لا متحيّز واحد عرض صدق قولنا لا
عرض واحد متحيّز. وإذا صدق قولنا لا سواد واحد علم صدق قولنا لا علم واحد سواد ، فإن
ما يسلب عن الشيء فمسلوب عنه الشيء بالضرورة.
الثانية
: النافية الخاصة ولا يصدق عكسها البتّة
، فإنك إذا قلت بعض اللون ليس بسواد لم يمكن أن تقول وبعض السواد ليس بلون ولا
أمكنك أن تقول كل السواد ليس بلون.
الثالثة
: المثبتة العامة ولا تنعكس مثل نفسها
فإنك مهما قلت بعض الألوان سواد صدق قولك بعض السواد لون ، فإن كون كل سواد لون لا
اسم الکتاب : محك النظر المؤلف : الغزالي، أبو حامد الجزء : 1 صفحة : 88