responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محك النظر المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 73

الفصل الأول

في دلالة الألفاظ على المعاني

اعلم وفّقك اللّه أن الكلام في هذا الفن يطول ولكن لا أتعرض لما أظنّك مستقلا بإدراكه من نفسك ، وأقتصر على التنبيه على تقسيمات تثور من إهمالها أغاليط كثيرة.

القسم الأول : إن دلالة اللفظ على المعنى ينحصر في ثلاثة أوجه : وهي المطابقة والتضمن والالتزام. فإن لفظة البيت تدل على معنى البيت بطرق المطابقة ، وتدل على السقف وحده بطريق التضمن. فإن البيت يتضمن السقف لأن البيت عبارة عن السقف والجدران. وكما يدل لفظ الفرس على الجسم إذ لا فرس إلا وهو جسم ، إذ وجدنا الجسمية في الفرسية مهما قلنا فرس. فلنصطلح على تسمية هذا الوجه تضمّنا وعلى تسمية الوجه الأول مطابقة.

وأما طريق الالتزام : فهو كدلالة لفظ السقف على الحائط ، فإنه غير موضوع للحائط وضع لفظ الحائط حتى يكون مطابقا له ، ولا بتضمن. إذ ليس الحائط جزءا من السقف كما كان السقف جزءا من نفس البيت ، وكما كان الحائط جزءا من نفس البيت ، لكنه كالرفيق اللازم الخارج من ذات السقف الذي لا ينفك السقف عنه ، فدلالته على نمط آخر. فلنخترع له لفظا آخر وهو الالتزام والاستتباع. وإيّاك أن تستعمل في نظر العقل من الألفاظ ما يدل بطريق الالتزام أو تمكّن خصمك بل اقتصر على ما يدل بطريق المطابقة

اسم الکتاب : محك النظر المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست