responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلخيص الكون والفساد المؤلف : ابن رشد الحفيد    الجزء : 1  صفحة : 116

تلك. ولكن ليس معنى بالقوة هاهنا هي الهيولى الاولى ، إذ كانت المركبات التي هي بالقوة ماء ونارا وأرضا وهواء مثل اللحم والعظم شيئا موجودا بالفعل ولا أيضا على جهة وجودها بالقوة في الاسطقسات ، بل على جهة مقابلة>ليس وجود الأسطقسات بعضها في بعض بالقوة بل على جهة متوسطة<تشبه وجود الأجزاء في المتصل ، أعني كونها أجزاء بالقوة حتى إذا انقسم المتصل صارت أجزاء بالفعل. إلا أن الفرق بينهما أن هذه أجزاء من باب الكمية وتلك أجزاء من باب الكيفية. وأما الوجه الذي به يكون الاختلاط وما الأشياء المختلطة فقد قيل فيما تقدم. واما كيف يكون الاختلاط للأشياء المتضادة فإنه يكون كما قيل إذا لم يكن احدهما غالبا للآخر ولا كانت قوة كل واحد منهما مساوية للآخر. فإنه إن كانت قوة أحدهما غالبة على الإطلاق للآخر كان ذلك فسادا للمغلوب وكونا للغالب ، ومتى كانت قوة كل واحد منهما مساوية لصاحبه لم يحدث هنالك صورة واحدة على ما تبين في الرابعة من الآثار ، وكان فسادا لكليهما فقط ، ومتى كانت قوة أحدهما ليست غالبة على الإطلاق بل غالبة مغلوبة تولد بينهما شيء وسط إلا أنه يكون ضرورة أميل إلى طبيعة الغالب مثل أن يكون في حرارته أزيد من برده او في برده أزيد من حرارته. ولذلك كان هذا الوسط مع انه أميل إلى أحد الطرفين له عرض ما قابل للاقل والأكثر. ومن هنا يظهر لك امتناع وجود المزاج المعتدل الذي وضعه جالينوس ، اعني الاعتدال الذي بحسب الاطراف التي في الغاية لا الاعتدال الذي بحسب أطراف / مزاج النوع فإن هذا هو الذي ينظر فيه صاحب [صناعة] الطب.

اسم الکتاب : تلخيص الكون والفساد المؤلف : ابن رشد الحفيد    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست