اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 66
أجزاء الحول. ولأن
الجزء الذي كان فيه ليس هو في وقت أولى به من وقت ، فيجب أن يكون له ذلك دائما. وإذا
لم يمكن أن يكون ذلك الجزء له دائما على أن يكون واحدا بالعدد ، وصار واحدا بالنوع
، بأن يوجد له حينا ولا يوجد له حينا. ثم يعود إلى شبيهه في النوع ، ثم يتخلى عنه
أيضا مدة ، ثم يعود إلى شبيه له ثالث ، ويتخلى عنه أيضا مدة ، ثم يعود إلى شبيه له
رابع؛ وهكذا له أبدا [١].
فظاهر أن (الأجزاء) التي عنها يتحرك ، ويتبدل
عليها ، ويعود إليها ، هي في نسبتها إلى الجسم الذي يوجد السماء حوله. ومعنى
النسبة أنه يقال هذا لهذا ، وهذا من هذا ، وما شاكل ذلك من قبل أن معنى الأين هو
نسبة الجسم إلى سطح الجسم الذي ينطبق عليه. وكل جسم سمائي في كرة ، أي دائرة
مجسمة. فإن نسب أجزائه إلى أجزاء سطح ما تحتها من الأجسام تتبدل دائما ، ويعود كل
واحد منها في المستقبل من الزمان إلى أشباه النسب التي سلفت [٢].
ونسبة الشيء إلى الشيء هي أخس (عرض) ما
يوجد له وأبعد الأعراض عن جوهر الشيء. ولكل واحد من الاكر والدوائر المجسمة التي
فيها حركة على حيالها ، فاما أسرع أو أبطأ من حركة الأخرى ، مثل كرة زحل وكرة
القمر ، فإن كرة القمر أسرع حركة من كرة زحل [٣].
[١] الأجسام السماوية
تفارق الثواني في أنها متحركة والحركة دليل النقص.
[٢] الأين هو نسبة
الجسم الى سطح الجسم الذي ينطبق عليه.