responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر    الجزء : 1  صفحة : 61

وأيضا ، فإن الأضداد إنما تحدث إما من أشياء جواهرها متضادة ، أو من شيء واحد تكون أحواله ونسبه في موضعه متضادة ، مثل البرد والحر ، فإنهما يكونان من الشمس؛ ولكن الشمس تكون على حالين مختلفين من القرب والبعد ، فتحدث بحاليها أحوالا ونسبا متضادة. فالأول لا يمكن أن يكون له ضد ، ولا أحواله متضادة من الثاني ، ولا نسبته من الثاني نسبة متضادة. والثاني لا يمكن فيه تضاد ، وكذلك لا في الثالث ، إلى أن ينتهي إلى العاشر [١].

وكل واحد من العشرة يعقل ذاته ويعقل الأول ، وليس في واحد منها كفاية في أن يكون فاضل الوجود بأن يعقل ذاته ، بل إنما يقتبس الفضيلة الكاملة بأن يعقل مع ذاته ذات السبب الأول ، وبحسب زيادة فضيلة الأول على فضيلة ذاته يكون بما عقل الأول فضل اغتباطه بنفسه أكثر من اغتباطه بها عند عقل ذاته. وكذلك زيادة التذاذه بذاته بما عقل الأول على التذاذه بما عقل من ذاته ، بحسب زيادة كمال الأول على كمال ذاته ، واعجابه بذاته وعشقه لها بما عقل من الأول على اعجابه بذاته وعشقه لها بما عقل من ذاته بحسب زيادة بهاء الأول وجماله على بهاء ذاته وجمالها؛ فيكون المحبوب أولا والمعجب أولا عند نفسه بما هو يعقله من الأول ، وثانيا بما هو يعقله من ذاته. فالأول أيضا بحسب الاضافة إلى هذه العشرة هو المحبوب الأول والمعشوق الأول [٢].


[١] الأضداد تحدث من أشياء جواهرها متضادة ، أو من شيء واحد أحواله متضادة.

[٢] كل من العقول الثواني تكون غبطته أو لذته المتولدة من ادراكه. الله أكبر من غبطته أو لذته المتولدة من ادراك ذاته.

اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست