responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر    الجزء : 1  صفحة : 58

بلا صورة السرير ، فهو سرير بالقوة ، وإنما يصير سريرا بالفعل إذا حصلت صورته في مادته. وأنقص وجودي الشيء هو بمادته ، وأكمل وجوديه هو بالصورة [١].

وصور هذه الأجسام متضادة ، وكل واحد منها يمكن أن يوجد وأن لا يوجد؛ ومادة كل واحد منها قابلة لصورته ولضدها ، وممكنة أن توجد فيها صورة الشيء وأن لا توجد ، بل يمكن أن تكون موجودة في غير تلك الصورة [٢].

والأسطقسات أربع ، وصورها متضادة. ومادة كل واحدة منها قابلة لصورة ذلك الاسطقس ولضدها. ومادة كل واحدة منها مشتركة للجميع ، وهي مادة لها ولسائر الأجسام الأخر التي تحت الأجسام السماوية ، لأن سائر ما تحت السماوية كائنة عن الاسطقسات ، ومواد الاسطقسات ليست لها مواد؛ فهي المواد الأولى المشتركة لكل ما تحت السماوية. وليس شيء من هذه يعطى صورته من أول الأمر ، بل كل واحد من الأجسام فإنما يعطى أولا مادته التي بها وجوده بالقوة البعيدة فقط ، لا بالفعل ، إذ كانت انما أعطيت مادته الأولى فقط ، ولذلك هي أبدا ساعية إلى ما يتجوهر به من الصورة؛ ثم لا يزال يترقى شيئا بعد شيء إلى أن تحصل له صورته التي بها وجوده بالفعل [٣].


[١] والشيء بالقوة هو المادة بدون صورة.

[٢] صور الأجسام متضادة.

[٣] أ ـ الاسطقسات أربع هي الماء والهواء والنار والتراب. وهي تشترك في المادة أو الهيولى وتتضاد في الصورة.

ب ـ من الاسطقسات تتكون الكائنات من معادن ونبات وحيوان وانسان.

اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست