اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 52
الباب العاشر
القول في الموجودات الثواني
وكيفية صدور الكثير
يفيض من الأول وجود الثاني؛ فهذا الثاني
هو أيضا جوهر غير متجسم أصلا ، ولا هو في مادة. فهو يعقل ذاته ويعقل الأول ، وليس
ما يعقل من ذاته هو شيء غير ذاته. فما يعقل من الأول يلزم عنه وجود ثالث ، وبما هو
متجوهر بذاته التي تخصه يلزم عنه وجود السماء الأولى [١].
والثالث أيضا وجوده لا في مادة ، وهو
بجوهره عقل. وهو يعقل ذاته ويعقل الأول. فما يتجوهر به من ذاته التي تخصه يلزم عنه
وجود كرة الكواكب الثابتة؛ وبما يعقله من الأول يلزم عنه وجود رابع [٢].
وهذا أيضا لا في مادة ، فهو يعقل ذاته ويعقل
الأول. فبما
[١] العقل الثاني
جوهر يفيض عن الله أو العقل الأول وعنه يفيض العقل الثالث والسماء الأولى.
[٢] يفيض عن العقل
الثالث العقل الرابع وكرة الكواكب.
اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 52