اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 45
الباب السابع
القول في كيفية صدور جميع
الموجودات عنه
والأول هو الذي عنه وجد. ومتى وجد للأول
الوجود الذي هو له ، لزم ضرورة أن يوجد عنه سائر الموجودات التي وجودها لا بارادة
الانسان واختياره ، على ما هي عليه من الوجود الذي بعضه مشاهد بالحس وبعضه معلوم
بالبرهان [١].
ووجود ما يوجد عنه انما هو على جهة فيض وجوده لوجود شيء آخر ، وعلى أن وجود غيره
فائض عن وجوده هو [٢].
فعلى هذه الجهة لا يكون وجود ما يوجد عنه سببا له بوجه من الوجوه ، ولا على أنه
غاية لوجود الأول ، كما يكون وجود الابن ـ من جهة ما هو ابن ـ غاية لوجود الأبوين
، من جهة ما هما أبوان. يعني أن الوجود الذي يوجد عنه (لا) يفيده كمالا ما ، كما