اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 30
الباب الثالث
القول في نفي الضد عنه
وأيضا فإنه لا يمكن أن يكون له ضد ، وذلك
يتبين إذا عرف معنى الضد ، فإن الضد مباين للشيء؛ فلا يمكن أن يكون ضد الشيء هو
الشيء أصلا. ولكن ليس كل مباين هو الضد ، ولا كل ما لم يمكن أن يكون هو الشيء هو
الضد. لكن كل ما كان مع ذلك معاندا ، شأنه أن يبطل كل واحد منهما الآخر ويفسده إذا
اجتمعا ، ويكون شأن كل واحد منهما أنه ان يوجد حيث الآخر موجود يعدم الآخر ، ويعدم
من حيث هو موجود فيه لوجود الآخر في الشيء الذي كان فيه الأول [١]. وذلك عام في كل شيء يمكن أن يكون له
ضد. فإنه إن كان الشيء ضدا للشيء في فعله ، لا في سائر أحواله ، فإن فعليهما فقط
بهذه الصفة. فإن كانا متضادين في كيفيتهما ، فكيفيتهما بهذه الصفة ، وإن كانا
متضادين في جوهرهما ، فجوهرهما في هذه الصفة [٢].
[١] معنى الضد : الضد
هو ١) ما يباين الشيء ٢) ويفسده أو يبطله.