اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 27
الباب الثاني
القول في نفي الشريك عنه
تعالى
وهو مباين بجوهره لكل ما سواه ، ولا
يمكن أن يكون الوجود الذي له لشيء آخر سواه ، لأن كل ما وجوده هذا الوجود لا يمكن
أن يكون بينه وبين شيء آخر له أيضا هذا الوجود مباينة أصلا ، ولا تغاير أصلا ، فلا
يكون اثنان ، بل يكون هناك ذات واحدة فقط [١]؛
لأنه ان كانت بينهما مباينة كان الذي تباينا به غير الذي اشتركا فيه ، فيكون الشيء
الذي باين كل واحد منهما الآخر جزءا مما به قوام وجودهما ، والذي اشتركا فيه هو
الجزء الآخر ، فيكون كل واحد منهما منقسما بالقول ، ويكون كل واحد من جزأيه سببا
لقوام ذاته ، فلا يكون أولا ،
[١] إذا كان ثمة إله
آخر غير مباين لله كان هناك ذات واحدة فقط ، أو إله واحد لا اثنان.
اسم الکتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها المؤلف : الفارابي، أبو نصر الجزء : 1 صفحة : 27